التفاسير

< >
عرض

كِلْتَا ٱلْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِم مِّنْهُ شَيْئاً وَفَجَّرْنَا خِلالَهُمَا نَهَراً
٣٣
-الكهف

روح البيان في تفسير القرآن

{ كلتا الجنتين آتت اكلها } بثمرها وبلغ مبلغا صالحا للاكل وافراد الضمير فى آتت للحمل على لفظ المفرد.
قال الحريرى ولا يثنى خبر كلا الا بالحمل على المعنى او لضرورة الشعر { ولم تظلم منه } لم تنقض من اكلها { شيئا } كما يعهد فى سائر البساتين فان الثمار تتم فى عام واحد وتنقص فى عام غالبا وكذا بعض الاشجار تأتى بالثمر فى بعض الاعوام دون بعض { وفجرنا خلالهما } وشققنا فيما بين كل من الجنتين واخرجنا واجرينا { نهرا } على حدة ليدوم شربهما وتزيد بهاؤهما ولعل تأخير ذكر تفجير النهر عن ذكر ايتاء الاكل مع ان الترتيب الخارجى على العكس للايذان باستقلال كل من ايتاء الاكل وتفجير النهر فى تكميل محاسن الجنتين ولو عكس لانفهم ان المجموع خصلة واحدة بعضها مرتب على بعض فان ايتاء الاكل متفرع عل السقى عادة وفيه ايماء الى ان ايتاء الاكل لا يتوقف على السقى كقوله تعالى
{ يكاد زيتها يضيئ ولو لم تمسسه نار
}