التفاسير

< >
عرض

فعسَىٰ رَبِّي أَن يُؤْتِيَنِ خَيْراً مِّن جَنَّتِكَ وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَاناً مِّنَ ٱلسَّمَآءِ فَتُصْبِحَ صَعِيداً زَلَقاً
٤٠
-الكهف

روح البيان في تفسير القرآن

{ فعسى } لعل { ربى ان يؤتين } اصله يؤتيننى { خيرا من جنتك } هذه فى الآخرة بسبب ايمانى لان الجنة الدنيوية فانية والاخروية باقية والجملة جواب الشرط { ويرسل عليها } على جنتك فى الدنيا { حسبانا من السماء } عذابا يرميها به من برد او صاعقة او نار.
قال فى القاموس الحسبان بالضم جمع حساب والعذاب والبلاء والشر والصاعقة.
يقول الفقير انما توقعه فى حقه لعلمه بان الكفران مؤد الى الخسران وان الاعجاب سلب للخراب كما قال تعالى
{ ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم } فكلامه هذا جواب عن قول صاحبه المنكر ما اظن ان تبيد هذه ابدا { فتصبح } الاصباح هنا بمعنى الصيرورة اى تصير جنتك { صعيدا زلقا } مصدر اريد به المفعول مبالغة اى ارضا ملساء يزلق عليها بملاصقتها باستئصال نباتها واشجارها وجوز القرطبى ان تكون زلقا من زلق رأسه اى حلقه والمراد انه لا يبقى فيها نبات كالرأس المحلوق فزلقا بمعنى مزلوق ايضا.