التفاسير

< >
عرض

قَالَ هَـٰذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِع عَّلَيْهِ صَبْراً
٧٨
-الكهف

روح البيان في تفسير القرآن

{ قال } الخضر { هذا فراق بينى وبينك } اى هذا الوقت وقت الفراق بيننا وهذا الاعتراض الثالث سبب الفراق الموعود بقوله فلا تصاحبنى واضافة الفراق الى البين اضافة المصدر الى الظرف اتساعا { سانبئك } ساخبرك السين للتأكيد لعدم تراخى التنبئة { بتأويل ما لم تستطع عليه صبرا } التأويل رجع الشئ الى مآله والمراد به ههنا الملآل والعاقبة اذ هو المنبأ به دون التأويل وهو خلاص السفينة من اليد العادية وخلاص ابوى الغلام من شره مع الفوز بالبدل الاحسن واستخراج اليتيمين للكنز قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "وددنا ان موسى كان صبر حتى يقص علينا من خبرهما" اى يبين الله لنا بالوحى.
وفى التأويلات النجمية ومن آداب الشيخ انه لو ابتلى المريد بنوع من الاعتراض او ما يوجب الفرقة يعفو عنه مرة او مرتين ويصفح ولا يفارقه فان عاد الى الثالثة فلا يصاحبه لانه قد بلغ من لدنه عذرا ويقول كما قال الخضر هذا فراق بينى وبينك. ومنها انه لو آل امر الصحبة الى المفارقة بالاختيار او بالاضطرار فلا يفارقه الا على النصحية فينبئه عن سر ما كان عليه الاعتراض ويخبره عن حكمته التى لم يحط بها خبرا ويبين له تأويل ما لم يستطع عليه صبرا لئلا يبقى معه انكار فلا يفلح اذا ابدا انتهى.
يقول الفقير وهو المراد بقول بعض الكبار من قال لاستاذه لم لم يفلح.
قال ابو يزيد البسطامى قدس سره فى حق تلميذه لما خالفه دعوا من سقط من عين الله فرؤى بعد ذلك من المحنثين وسرق فقطعت يده هذا لما نكث العهد فاين هو ممن وفى بيعته مثل تلميذ ابى سليمان الدارانى قدس سره قيل له الق نفسك فى التنور فالقى نفسه فيه فعاد عليه بردا وسلاما وهذه نتيجة الوفاء: وفى المثنوى

جرعه بر خاك وفا آنكس كه ريخنت كى تواند صيد دولت زو كربخت

جعلنا الله واياكم من المتحققين بحقائق المواثيق والعهود.