التفاسير

< >
عرض

وَإِنَّا لَجَاعِلُونَ مَا عَلَيْهَا صَعِيداً جُرُزاً
٨
-الكهف

روح البيان في تفسير القرآن

{ وانا لجاعلون } فيما سيأتى عند تناهى عمر الدنيا { ما عليها صعيدا } ترابا { جرزا } لانبات فيه وسنة جرز لامطر فيها.
قال الكاشفى [صعيدا جرزا هامون وبى كياه يعنى بآخر اين عمارتها را اخراب خواهيم ساخت بس دل برآن منهيد وبزينت نابايدار فريفته مشويد]

جهان ازرنك وبوسازد اسيرت ولى نزديك ارباب بصيرت
ته رنك دلكشش را اعتباريست نه بوى دلفريبش را مداريست

قال بعض الكبار صعيدا جرزا لا حاصل له الا الندامة والغرامة فالناسك السالك والطالب الصادق والمحب المحق من يحرم على نفسه الدنيا وزينتها حرامها وحلالها وهى ما زين للناس كما قال { زين للناس حب الشهوات } الى قوله { ذلك متاع الحياة الدنيا } لان مع حب الله لا يسوغ حب الدنيا وشهواتها بل حب الآخرة ودرجاتها - حكى - ان كان لهارون الرشيد ولد فى سن ست عشرة سنة فزهد فى الدنيا واختار العباء على القباء فمر يوما على الرشيد وحوله وزراؤه فقالوا لقد فضح هذا الولد امير المؤمنين بين الملوك بهذه الهيئة فدعاه هارون الرشيد وقال يا بنى لقد فضحتنى بحالك فلم يجبه الولد ثم التفت فرأى طيرا على حائط فقال ايها الطائر بحق خالقك ألا جئت على يدى فقعد الطائر على يده ثم قال ارجع الى مكانك فرجع ثم دعاه الى يد امير المؤمنين فلم يأت فقال لابيه بل انت فضحتنى بين الاولياء بحبك للدنيا وقد عزمت على مفارقتك ثم انه خرج من بلده ولم يأخذ الا خاتما ومصحفا ودخل البصرة وكان يعمل يوم السبت فى الطين ولا يأخذ الا درهما ودانقا للقوت قال ابو عامر البصرى استأجرته يوما فعمل عمل عشرة وكان يأخذ كفا من الطين ويضعه على الحائط ويركب الحجارة بعضها على بعض فقلت هذا فعال الاولياء فانهم معانون ثم طلبته يوما فوجدته مريضا فى خربة فقال

يا صاحبى لا تغترر بتنعم فالعمر ينفد والنعيم يزول
واذا حملت الى القبور جنازة فاعلم بانك بعدها محمول

ثم وصانى بالغسل والتكفين فى جبته فقلت يا حبيبى ولم الا اكفنك فى الجديد فقال الحى احوج الى الجديد من الميت يا ابا عامر الثياب تبلى والاعمال تبقى ثم ادفع هذا المصحف والخاتم الى الرشيد وقل له يقول لك ولدك الغريب لا تدومن على غفلتك قال ابو عامر فقضيت شانه ودفعت المصحف والخاتم الى الرشيد وحكيت ما جرى فبكى وقال فيم استعملت قرة عينى وقطعة كبدى قلت فى الطين والحجارة قال استعملته فى ذلك وله اتصال برسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت ما عرفته قال ثم انت غسلته قلت نعم فقبل يدى وجعلها على صدره ثم زار قبره ثم رأيته فى المنام على سرير عظيم فى قبة عظيمة فسألته عن حاله فقال صرت الى رب راض اعطانى ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر وآلى على ذاته ونفسه الشريفة اى قال بالله الذى خلقنى لا يخرج عبد من الدنيا كخروجى الا اكرمه مثل كرامتى

نكه دار فرصت كه عالم دميست دمى ييش دانا به از عالميست
برفتندوهركس درود آنجه كشت نماند بجز نام نيكوا وزشت
دل اندر دلارام دنيا مبند كه ننشت باكس كه دل برنكند

اللهم اجعلنا من المنقطعين اليك.