التفاسير

< >
عرض

فَأَتْبَعَ سَبَباً
٨٥
-الكهف

روح البيان في تفسير القرآن

{ فاتبع } بالقطع اى فاراد بلوغ المغرب فاتبع { سببا } يوصله اليه اى لحقه وتبعه وسلكه وسار.
قال فى القاموس واتبعتهم تبعتهم وذلك اذا كانوا سبقوك فلحقتهم واتبعتهم ايضا غيرى وقوله تعالى
{ فأتبعهم فرعون } اى لحقهم ففى الاتباع معنى الادراك والاسراع. قال ابن الكمال يقال تبعه اتباعا اذا طلب الثانى اللحوق بالاول وتبعه تبعا اذا مر به ومضى معه. قال فى الارشاد ولعل قصد بلوغ المغرب ابتداء لمراعاة الحركة الشمسية انتهى.
وقال فى التبيان قصد الى ناحية المغرب يطلب عين الحياة عند بحر الظلمات لانه قيل له ثمة عين الحياة من شرب منها لم يمت ابدا الى يوم القيامة فمشى نحو الظلمات لعله يقع بالعين.
وفى التأويلات النجمية يشير بقوله
{ ويسألونك } الآية الى ان السائل لا يرد وان فى القصص للقلوب عبرة وتقوية وتثبتا وبقوله { انا مكنا له فى الارض } يشير الى تمكن الخلافة اى مكناه بخلافتنا فى الارض وآتيناه بالخلافة ما كان سبب وجود كل مقدور من مقدوراتنا بالاصالة حتى صار قادر على قلب الاعيان وكانت الدنيا مسخرة له فلو اراد طويت له الارض واذا شاء مشى على الماء واذا احب طار فى الهواء ويدخل النار فاتبع سببا كل مقدور فصار مقدورا له بالخلافة فى الارض ما كان مقدور لنا بالاصالة فى السماء والارض انتهى.
يقول الفقير انما بدأ بالسير الى المغرب اشارة الى كون ترتيب السلوك عروجا فان المغرب اشارة الى الاجسام والمشرق الى الارواح فما دام لم يتم سير الاجسام من الاكوان لا يحصل الترقى الى عالم الارواح ثم الى عالم الحقيقة.