التفاسير

< >
عرض

قَالُواْ يٰذَا ٱلْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي ٱلأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجاً عَلَىٰ أَن تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدّاً
٩٤
-الكهف

روح البيان في تفسير القرآن

{ قالوا } على لسان ترجمانهم بطريق الشكاية والظاهر ان ذى القرنين كان قد اوتى اللغات ففهم كلامهم.
وفى التأويلات النجمية كيف اخبر عنهم انهم
{ لا يكادون يفقهون قولا } ثم قال { قالوا } الآية قلنا كلمة كاد ليست لوقوع الفعل كقوله تعالى { تكاد السموات يتفطرن } اى قاربت الانفطار فلن تنفطر واذا دخل فيها لا الجحود دوما النفى تكون لوقوع الفعل كقوله تعالى { فذبحوها وما كادوا يفعلون } اى قرب ان لا يذبحوها فذبحوها وكذلك قوله { لا يكادون يفقهون قولا } اى لا يفقهون قولا يلين به قلب ذى القرنين ليجعل لهم السد ففقهوا بالهام الحق تعالى حتى قالوا { يا ذا القرنين ان يأجوج ومأجوج } اسمان اعجميان بدليل منع الصرف او عربيان ومنع صرفهما للتعريف والتأنيث لانهما علمان لقلبيلتين من اولاد يافث بن نوح كما سبق او من احتلام آدم عليه السلام كما ذكر فى عين المعانى وغيره ان آدم احتلم ذات يوم وامتزجت نطفته بالتراب فهم منها يتصلون بنا من جهة الاب دون الام.
وقال فى انوار المشارق هذا منكر جدا لا اصل له وكذا قال فى بحر العلوم واعلم ان هذا مخالفة لقوله عليه السلام
"ما احتلم نبى قط" انتهى.
يقول الفقير سمعت من فم حضرة شيخى وسندى روح الله روحه انه قال ان اول من ابتلى بالاحتلام ابونا آدم عليه السلام لحكمة خفية كما ابتلى نبينا عليه السلام ببعض السهو لحكمة عليه والحديث المذكور مخصوص بمن عداه والمنع عن الكلام فيه انما هو لرعاية الادب فافهم جدا { مفسدون فى الارض } اى فى ارضنا بالقتل والتخريب واتلاف الزروع وكانوا يخرجون ايام الربيع فلا يتركون اخضر الا اكلوه ولا يابسا الا احتملوه وربما اكلوا الناس اذا لم يجدوا شيئا من الانعام ونحوها وكان لا يموت احد منهم حتى ينظر الف ذكر من صلبه كلهم قد حمل السلاح ولذا قال ابن عباس رضى الله عنهما بنوا آدم عشرهم

جو بوزينكان آمده در وجود مزه زرد ورخ سرخ وديده كبود
ندارند جزخواب وخور هيج كار نميرد يكى تا نزايد هزار

وهم اصناف صنف منهم طول الرجل منهم مائة وعشرون ذراعا وصنف منهم قد هم على شبر واحد طولهم وعرضهم سواء وصنف منهم كبار الآذان يفترش احدهم احد اذنيه ويلتحف بالاخرى ولهم من الشعر فى اجسادهم ما يواريهم وما يقيهم من الحر والبرد فلا يغزلون ولا ينسجون يعوون عوى الذئاب ويتسافدون كتسافد البهائم يقال سفد الذكر على انثى نزالهم مخالب فى ايديهم واضراس كاضراس السباع وانياب يسمع لها حركة كحركة الجرس فى حلوق الابل لا يمرون بفيل ولا جمل ولا وحش ولا خنزير الا اكلوه ومن مات منهم اكله ويأكلون الحشرات والحيات والعقارب.
قال فى حياة الحيوان التنين ضرب من الحيات كا كبر ما يكون فيها وفى فمه انياب مثل اسنة الرماح وهو طويل كالنخلة السحوق احمر العينين مثل الدم واسع الفم والجوف براق العينين يبتلع كثيرا من الحيوان يخافه حيوان البر والبحر اذا تحرك يموج البحر لشدة قوته واول امره يكون حية متمردة تأكل من دواب البر ما ترى فاذا كثر فسادها احتملها ملك والقاها فى البحر فتفعل بدواب البحر ما كانت تفعل بدواب البر فيعظم بدنها حتى يكون رأسها كالتل العظيم فيبعث الله تعالى ملكا يحملها ويلقيها الى يأجوج ومأجوج.
قال فى قصص الانبياء اذا قذفوا بها خصبوا والا قحطوا { فهل } [بس آيا]{ نجعل لك خرجا } جعلا من اموالنا اى اجرا نخرجه لك والخرج والخراج واحد كالنول والنوال او الخراج ما على الارض والزمة والخرج المصدر او الخرج ما كان على كل رأس والخراج ما كان على البلد او الخرج ما تبرعت به والخراج ما لزمك اداؤه { على ان تجعل } [بشرط آنكه بكنى] { بيننا وبينهم سدا] حاجزا يمنعهم من الخروج والوصول الينا.