التفاسير

< >
عرض

فَٱخْتَلَفَ ٱلأَحْزَابُ مِن بَيْنِهِمْ فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ مِن مَّشْهَدِ يَوْمٍ عَظِيمٍ
٣٧
-مريم

روح البيان في تفسير القرآن

{ فاختلف الاحزاب } جمع حزب بمعنى الجماعة { من بينهم } اى من بين الناس المخاطبين بقوله { ربكم فاعبدوه } وهم القوم المبعوث اليهم فقالت النسطورية هو ابن الله واليعقوبية هو الله هبط الى الارض ثم صعد الى السماء وقالت الملكانية هو عبد الله وبنيه.
وفى التأويلات النجمية اى تحزبوا ثلاث فرق فرقة يعبدون الله بالسير على قدمى الشريعة والطريقة بالعبور على المقامات والوصول الى القربات وهم الاولياء والصديقون وهم اهل الله خاصة وفرقة يعبدون الله على صورة الشريعة واعمالها وهم المؤمنون المسلمون وهم اهل الجنة وفرقة يعبدون الهوى على وفق الطبيعة ويزعمون انهم يعبدون الله كما ان الكفار يعبدون الاصنام ويقولون ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفى فهؤلاء ينكرون على اهل الحق وهم اهل البدع والاهواء والسمعة والنفاق وهم اهل النار { فويل للذين كفروا } وهم المختلفون. والويل الهلاك وهو نكرة وقعت مبتدأ وخبره ما بعده ونظيره سلام عليك فان اصله منصوب نائب مناب فعله لكنه عدل به الى الرفع على الابتداء للدلالة على معنى ثبات الهلاك ودوامه للمدعو عليه { من مشهد يوم عظيم } اى من شهود يوم عظيم الهول والحساب والجزاء وهو يوم القيامة.