التفاسير

< >
عرض

وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِٱلصَّـلاَةِ وَٱلزَّكَـاةِ وَكَانَ عِندَ رَبِّهِ مَرْضِيّاً
٥٥
-مريم

روح البيان في تفسير القرآن

{ وكان يأمر اهله } الخاص وهو من اتصل به بجهة الزوجية والولاد والعام وهو من اتصل به بجهة الدعوة وهم قومه ويجوز ان يرجح الاول لان الاهم ان يقبل الرجل بالتكميل على نفسه ومن هو اقرب الناس اليه قال تعالى { وانذر عشيرتك الاقربين } }{ { وأمر اهلك بالصلاة } }{ { قو انفسكم واهليكم نارا } فانهم اذا صلحوا صلح الكل وتزيى بزيهم فى الخير والصلاح { بالصلاة } التى هى اشرف العبادات البدنية { والزكاة } التى هى افضل العبادات المالية.
وفيه اشارة الى ان من حق الصالح ان ينصح للاقارب والاجانب ويحظيهم بالفوائد الدينية

اى صاحب كرامت شكرانه سلامت روزى تفقدى كن درويش بى نوارا

{ وكان عند ربه مرضيا } فى الاقوال والافعال والاحوال. وفى الجلالين مرضيا لانه قد قام بطاعته انتهى

اى مرد اكرت رضاء دلبر بايد آن بايد كرد هرجه اوفرمايد
كركويد خون كرى مكو ازجه سبب وركويد جان بده مكوكه نايد

وعن بعض الصالحين انه قال نزل عندى اضياف وعلمت انهم من ابدال فقلت لهم اوصونى بوصية بالغة حتى اخاف الله قالوا نوصيك بستة اشياء. اولها من كثر نومه فلا يطمع فى رقة قلبه. ومن كثرا كله فلا يطمع فى قيام الليل. ومن اختار صحبة ظالم فلا يطمع فى استقامة دينه. ومن كان الكذب والغيبة عادته فلا يطمع فى ان يخرج من الدنيا مع الايمان. ومن كثز اختلاطه بالناس فلا يطمع فى حلاوة العبادة. ومن طلب رضى الناس فلا يطمع فى رضى الله تعالى.
واعلم ان المرضى المطلق هو الانسان الكامل الجامع لجميع الكمالات المحيط بحقائق جميع الاشياء والصفات واما من دونه فمرضى بوجه دون وجه وعلى حال دون حال نسأل الله سبحانه ان يجعلنا من اهل الرضى واليقين والسكون والتمكين آمين.