التفاسير

< >
عرض

وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَٰتٍ قَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لِلَّذِينَ آمَنُوۤاْ أَيُّ ٱلْفَرِيقَيْنِ خَيْرٌ مَّقَاماً وَأَحْسَنُ نَدِيّاً
٧٣
وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِّن قَرْنٍ هُمْ أَحْسَنُ أَثَاثاً وَرِءْياً
٧٤
-مريم

روح البيان في تفسير القرآن

{ واذا تتلى }[وجون خوانده شود]{ عليهم } الى على المشركين { آياتنا } القرآنية { بينات } واضحات الاعجاز والمعانى وهى حال مؤكدة فان آيات الله لا ينفك عنها الوضوح { قال }[كويند]{ الذين كفروا } كنضر بن الحارث واصحابه { للذين آمنوا } اى لفقراء المؤمنين واللام للتبليغ كما فى مثل قوله تعالى { وقال لهم نبيهم } او لام الاجل اى لاجلهم فى حقهم { أيّ الفريقين } اى المؤمنين والكافرين كأنهم قالوا اينا { خير } نحن او انتم { مقاما } مكانا ومسكنا يعنى [مارا منازل نزه است وهمه اسباب معيشت]{ واحسن نديا } اى مجلسا ومجتمعا.
قال بعض المفسرين الندى المجلس الجامع لوجوه قومهم واعوانهم وانصارهم يعنى [در مجمع ما همه صناديد قريش واشراف عرب اند ودر مجلس او همه موالى وضعفا] - روى - انهم كانوا يرجلون شعورهم ويدهنونها ويتطيبون ويتزينون بالزين الفاخرة فاذا سمعوا الآيات الواضحات وعجزوا عن معارضتها والدخل عليها قالوا مفتخرين بالحظوظ الدنيوية على فقراء المؤمنين لو كنتم على الحق وكنا على الباطل لكان حالكم فى الدنيا احسن لان الحكيم لا يليق به ان يوقع اولياءه فى العذاب والذل واعداءه فى العز والراحة لكن الامر بالعكس وقصدهم بهذا الكلام صرفهم عن دينهم فرد الله عليهم بقوله { وكم اهلكنا قبلهم من قرن } كم مفعول اهلكنا ومن قرن بيان لابهامها واهل عصر قرن لمن بعدهم لانهم يتقدمونهم مأخوذ من قرن الدابة وهو مقدمها.
وقال الكاشفى [من قرن: كروهى را مجتمع بودند در زمان واحد] انتهى كأنه اخذه من الاقتران{ هم احسن } فى محل النصب على انه صفة لكم { اثاثا } تمييز عن النسبة وهو متابع البيت يعنى [نيكوتر ازجهت امتعه بيت كه آرايش منازل بدان باشد] { ورئيا } هو المنظر والهيئة فعل من الرؤية لما يرى كالطحن لما يطحن والمعنى كثيرا من القرون التى كانوا افضل منهم فيما يفتخرون به من الحظوظ الدنيوية كعاد وثمود واضرابهم من الامم العاتية قبل هؤلاء اى كفار قريش اهلكناهم بفنون العذاب لو كان ما آتيناهم لكرامتهم علينا لما فعلنا بهم ما فعلنا.
وفيه من التهديد والوعيد ما لا يخفى كأنه قيل فلينظر هؤلاء ايضا مثل ذلك.
قال الكاشفى [نه آن مال هلاك از ايشان دفع كرد ونه آن جمال عذاب از ايشان باز داشت].

برمال وجمال خويشتن تكيه مكن كانرا بشبى برند وآنرا بتبى

وفى التأويلات النجمية يشير الى ان اهل الانكار واهل العزة بالله { واذا تتلى عليهم آيتنا بينات } من الحقائق والاسرار { قال الذين كفروا } ستروا الحق بالانكار والاستهزاء { للذين آمنوا } من اهل التحقيق اذا رأوهم مرتاضين مجاهدين مع انفسهم متحملين متواضعين متذللين متخاشعين وهم متنعمون متمولون متكبرون متبعوا شهوات انفسهم ضاحكون مستبشرون { أى الفريقين } منا ومنكم { خير مقاما } منزلة ومرتبة فى الدنيا ووجاهة عند الناس وتوسعا فى المعيشة { واحسن نديا } مجلسا ومنصبا وحكما فقال تعالى فى جوابهم { وكم اهلكنا قبلهم من قرن } اى اهلكناهم بحب الدنيا ونعيمها اذا غرقناهم فى بحر شهواتها واستيفاء لذاتها والتعزز بمناصبها { هم احسن اثاثا ورئيا } استعدادا واستحقاقا فى الكمالات الدينية منكم كما قال عليه السلام "خياركم فى الاسلام خياركم فى الجاهلية اذا فقهوا"