التفاسير

< >
عرض

وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي ٱلْحَيَٰوةِ ٱلدُّنْيَا وَيُشْهِدُ ٱللَّهَ عَلَىٰ مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ ٱلْخِصَامِ
٢٠٤
-البقرة

روح البيان في تفسير القرآن

{ ومن الناس من يعجبك قوله } اى تستحسن ظاهر قوله وتعده حسنا مقبولا فان الاعجاب استحسان الشىء والميل اليه والتعظيم له قال الراغب التعجب حيرة تعرض للانسان عند الجهل بسبب الشىء وحقيقة اعجبنى كذا ظهر لى ظهورا لم اعرف سببه { فى الحيوة الدنيا } متعلق بالقول اى يسرك ما يقوله فى معنى الدنيا وحقها لان دعواه محبتك انما هو لطلب حظ من الدنيا فكلامه اذا فى الدنيا لا فى الآخرة او يعجبك قوله فى الدنيا بحلاوته وفصاحته لا فى الآخرة لما انه يظهر هناك كذبه وقبحه { ويشهد الله على ما فى قلبه } اى يقول الله شاهد أن ما فى قلبى من المحبة والاسلام موافق لما فى لسانى { وهو ألد الخصام } اى اشد فى العداوة والخصومة للمسلمين على ان الخصام مصدر كالقتال والجدال واضافة الألد اليه بمعنى فى. واللدد شدة الخصومة.
نزلت فى الاخنس بن شريف الثقفى وكان حسن المنظر حلو المنطق يوالى رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم ويدعى الاسلام ودعوى المحبة والخلوص بدون المواطأة من فعل الملاحدة والزنادقة والمحب لا يفعل الا ما يحب محبوبه قال الشاعر

تعصى الاله وانت تظهر حبه هذا لعمرى فى الفعال بديع
لو كان حبك صادقا لأطعته ان المحب لمن أحب مطيع

قال الحافظ

بصدق كوش كه خورشيد زايد ازنفست كه ازدروغ سيه روى كشت صبح نخست