التفاسير

< >
عرض

يَٰبَنِي إِسْرَائِيلَ ٱذْكُرُواْ نِعْمَتِي ٱلَّتِيۤ أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى ٱلْعَٰلَمِينَ
٤٧
-البقرة

روح البيان في تفسير القرآن

{ يا بنى اسرائيل اذكروا } اشكروا { نعمتى التى انعمت } بها { عليكم } بانزال المن والسلوى وتظليل الغمام وتفجير الماء من الحجر وغيرها وذكر النعم على الآباء الزام الشكر على الابناء فانهم يشرفون بشرفهم ولذلك خاطبهم فقال تعالى فضلتكم ولم يقل فضلت آبائكم لان في فضل آبائهم فضلهم { و } اذكروا { انى فضلتكم على العالمين } من عطف الخاص على العام للتشريف اى فضلت آباءكم على عالمى زمانهم بما منحتهم من العلم والايمان والعمل الصالح وجعلتهم انبياء وملوكا مقسطين وهم آباؤهم الذين كانوا في عصر موسى عليه السلام وبعده قبل ان يغيروا وهذا كما قال في حق مريم { { واصطفاك على نساء العالمين } [آل عمران: 42].
اى نساء زمانك فان خديجة وعائشة وفاطمة افضل منها فلم يكن لهم فضل على امة محمد صلى الله عليه وسلم قال تعالى في حقهم
{ { كنتم خير أمة أخرجت للناس } [آل عمران: 110].
كما في التيسير * فالاستغراق في العالمين عرفى لا حقيقى.
قال بعضهم من آمن من اهل الكتاب بمحمد صلى الله تعالى عليه وسلم كانت له فضيلة على غيره وكان له اجران اجر ايمانه بنبيه واجر اتباعه لمحمد صلى الله عليه وسلم وقد روى عن رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم
"ثلاثة يعطيهم الله الاجر مرتين من اشترى جارية فاحسن تأديبها فاعتقها وتزوجها وعبد اطاع سيده واطاع الله ورجل من اهل الكتاب ادرك النبى صلى الله عليه وسلم فآمن به" .
قال القشيرى اشهد الله بنى اسرائيل فضل انفسهم فقال فضلتكم على العالمين واشهد محمدا صلى الله عليه وسلم فضل ربه فقال قل بفضل الله وبرحمته وشتان بين مشهوده فضل نفسه وبين من مشهوده فضل ربه وشهوده فضل نفسه قد يورث الاعجاب وشهوده فضل ربه يورث الايجاب ثم ان اليهود كانوا يقولون نحن من اولاد ابراهيم خليل الرحمن ومن اولاد اسحق ذبيح الله والله تعالى يقبل شفاعتهما فينا فرد الله عليهم فانزل هذه الآية وقال.