التفاسير

< >
عرض

وَكَذٰلِكَ أَنزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ ٱلْوَعِيدِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْراً
١١٣
-طه

روح البيان في تفسير القرآن

{ وكذلك } اشارة الى انزال ما سبق من الآيات المتضمنة للوعيد المنبئة عما سيقع من احوال القيامة واهوالها اى مثل ذلك الانزال { انزلناه } اى القرآن كله واضماره لكونه حاضرا فى الاذهان قال فى بحر العلوم ويجوز ان يكون ذلك اشارة الى مصدر انزلنا اى مثل ذلك الانزال البين انزلناه حال كونه { قرآنا عربيا } يعنى بلغة العرب ليفهموه ويقفوا على اعجازه وخروجه عن حد كلام البشر.
وفى التأويلات النجمية اى كما انزلنا الصحائف والكتب الى آدم وغيره من الانبياء بألسنتهم ولغاتهم المختلفة كذلك انزلنا اليك قرآنا عربيا بلغة العرب وحقيقة كلامه التى هى الصفة القائمة بذاته منزهة عن الحروف والاصوات المختلفة المخلوقة وانما الاصوات والحروف تتعلق باللغات والالسنة المختلفة { وصرفنا فيه من الوعيد } الصرف رد الشئ من حالة الى حالة او ابداله بغيره ومثله التصريف الا فى التكثير واكثر ما يقال فى صرف الشئ من حالة الى حالة ومن امر الى امر وتصريف الرياح هو صرفها من حال الى حال. والوعيد التهديد بالفارسية [بيم نمودن] والمعنى بينا وكررنا فى القرآن بعض الوعيد.
قال الكاشفى [جون ذكر طوفان ورجفه وصيحه وخسف ومسخ] كما قال فى التأويلات النجمية اى اوعدنا فيه قومك باصناف العقوبات التى عاقبنا بها الامم الماضية وكررنا ذلك عليهم.
قال فى الكبير يدخل تحته بيان الفرائض والمحارم لان الوعيد بهما يتعلق { لعلهم يتقون } اى يتقون الكفر والمعاصى بالفعل { او يحدث لهم ذكرا } اى يجدد القرآن لهم ايقاظا واعتبارا بهلاك من قبلهم مؤديا بالآخرة الى الاتقاء واحداث الشئ ايجاده والحدوث كون الشئ بعد ان لم يكن عرضا كان او جوهرا.