التفاسير

< >
عرض

ثُمَّ ٱجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَىٰ
١٢٢
-طه

روح البيان في تفسير القرآن

{ ثم اجتبيه ربه } اصطفاه وقربه بالحمل على التوبة والتوفيق لها من اجتبى الشئ بمعنى جباه لنفسه اى جمعه { فتاب عليه } اى قبل توبته حين تاب هو وزوجته قائلين { ربنا ظلمنا انفسنا وان لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين } { وهدى } اى الى الثبات على التوبة والتمسك باسباب العصمة.
وفيه اشارة الى انه لو وكل الى نفسه وغريزته التى جبل عليها ما كانت التوبة من شأنه ولا الرجوع الى الله من برهانه ولكن الله بفضله وكرمه اجتباه وبجذبة العناية رفاه والى حضرة الربوبية هداه وفى الحديث
"لو جمع بكاء اهل الدنيا الى بكاء داود لكان بكاؤه اكثر ولو جمع ذلك الى بكاء نوح لكان اكثر" وانما سمى نوحا لنوحه على نفسه "ولو جمع ذلك كله الى بكاء آدم على خطيئته لكان اكثر"
:وفى المثنوى

خاك غم را سرمه سازم بهر جشم تاز كوهر برشود دوبحر جشم
اشك كان ازبهر او بارند خلق كوهرست واشك بندارند خلق
توكه يوسف نيستى يعقوب باش همجو اوبا كريه وآشوب باش
بيش يوسف نازش وخوبى مكن جزنياز وآه يعقوبى مكن
آخر هركريه آخر خنده ايست مرد آخر بين مبارك بنده ايست

قال وهب لما كثر بكاؤه امره الله بان يقول "لا اله الا انت سبحانك وبحمدك عملت سوأ وظلمت نفسى فاغفر لى انك خير الغافرين" فقالها ثم قال "قل سبحانك لا اله الا انت عملت سوأ وظلمت نفسى فارحمنى وانت خير الراحمين" ثم قال" قل سبحانك الا اله الا انت عملت سوأ وظلمت نفسى فتب علىّ انك انت التواب".
قال ابن عباس رضى الله عنهما هن الكلمات الى تلقيها آدم من ربه.
وعن عمر بن الخطاب رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
"لما اعترف آدم بالخطيئة قال يا رب اسألك بحق محمد ان تغفر لى فقال الله يا آدم كيف عرفت محمدا ولم اخلقه قال لانك لما خلقتنى بيدك ونفخت فىّ من روحك رفعت رأسى فرأيت على قوائم العرش مكتوبا لا اله الا الله محمد رسول الله فعرفت لم تضف الى اسمك الا اسم احب الخلق إليك فقال الله تعالى صدقت يا آدم انه لا حب الخلق الىّ فغفرت لك ولولا محمد ما خلقتك" رواه البيهقى فى دلائله.
قال بعض الكبار انه من لطفه وكرمه عاقب آدم فى الدنيا بالمجاهدات الكثيرة بما جرى عليه من المعصية ويعاقب الجمهور فى الآخرة بما جرى عليهم من المعصية فى الدنيا وفى هذا خاصية له لان عقوبة الدنيا اهون وقال مثل الشيطان مثل حية تمشى على وجه الارض الى رأس كنز وخلفها انسان ليقتلها فلما ضربها وجد تحت ضربه كنزا فصار الكنز له وصارت الحية مقتولة وبلغ الى الامرين العظيمين البلوغ الى المأمول والفلاح من العدو فكذا شأن آدم مع الملعون دله على كنز من كنوز الربوبية غرضه العداوة والضلالة فوصل آدم الى الاجتبائية الابدية بعد الاصطفائية الازلية وبلغ الملعون الى اللعنة الازلية الابدية.
قال ابن عطاء اسم العصيان مذموم الا ان الاجتباء والاصطفاء منعا ان يلحق آدم اسم المذمة. قال الواسطى العصيان لا يؤثر فى الاجتبائية وفي الحديث (احتج آدم وموسى) احتجاجا روحانيا او جسمانيا بان احياهما واجتمعا كما ثبت فى حديث الاسراء انه عليه السلام اجتمع مع الانبياء وصلى بهم (فقال موسى يا آدم انت ابونا الذى خيبتنا) اى كنت سببا لخيبتنا عن سكون الجنة من اول الامر (واخرجتنا من الجنة بخطيئتك التى خرجت بها منها) قال الحافظ

من ملك بودم وفردوس برين جايم بود آدم آورده درين دير خراب آبادم

(فقال له آدم انت موسى اصفطاك الله بكلامه) اى جعلك كليمه (وخط لك التوراة بيده أتلومنى) همزة الاستفهام فيه للانكار (على امر قدره الله علىّ) اى كتبه فى اللوح المحفوظ قبل ان يخلقنى باربعين سنة المراد منه التكثير لا التحديد.
فان قيل العاصى منا لو قال هذه معصية قدرها الله علىّ لم يسقط عنه اللوم فكيف انكر آدم بهذا القول على كونه ملوما.
قلنا انكر اللوم من العبد بعد عفو الله عن ذنبه ولهذا قال أتلومنى ولم يقل أألام على بناء المجهول او نقول اللوم على المعاصى فى دار التكليف كان للزجر وفى غيرها لا يفيد فيسقط (فحج آدم موسى فحج آدم موسى) كرره للتأكيد يعنى غلب بالحجة على موسى لانه احال ذلك على علم الله ونبه عليه بانه غفل عن القدر السابق الذى هو الاصل وقصر النظر على السبب اللاحق الذى هو الفرع وزاد فى بعض الروايات (قال آدم بكم وجدت الله كتب لك التوراة قبل ان اخلق قال موسى اربعين عاما قال آدم فهل وجدت فيها وعصى رسول الله عليه السلام فحج آدم موسى) قال الحافظ
_@_

عيب رندان مكن اى زاهدبا كيزه سرشت كه كناه دكران بر تو نخواهند نوشت
من اكرنيكم وكر بدتو برو خودرا باش هركسى آن درود عاقبت كاركه كشت

وقال

درين جمن نكنم سرزنش بخود رويى جنانكه برورشم ميدهند ميرويم

وقال

نقش مستورى ومستى نه بدست من وتست آنجه سلطان ازل كفت بكن آن كردم
وقال عيبم مكن زرندى وبدنامى اى حكيم كين بود سرنوشت زديوان قسمتم

قال

من ارجه عاشقم ورند ومست ونامه سياه هزار شكركه ياران شهر بى كنهند