التفاسير

< >
عرض

وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ ٱلْقِيامَةِ أَعْمَىٰ
١٢٤
-طه

روح البيان في تفسير القرآن

{ ومن اعرض عن ذكرى } اى الكتاب الذاكر لى والرسول الداعى الىّ والذكر يقع على القرآن وغيره من كتب الله كما سبق { فان له } فى الدنيا { معيشة ضنكا } ضيقا مصدر وصف به مبالغة ولذلك يستوى فيه المذكر والمؤنث. والمعنى معيشة ذات ضنك وذلك لان نظره مقصور على اغراض الدنيا وهو يتهالك على ازديادها وخائف من انتقاصها بخلاف المؤمن الطالب الآخرة مع انه قد يضيق الله عليه بشؤم الكفر ويوسع ببركة الايمان.
واعلم ان من عقوبة المعصية ضيق المعيشة والرد على النفس والاجناس والاكوان من ضيق المعيشة.
وفى التأويلات النجمية الهدى فى الحقيقة نور يقذفه الله فى قلوب انبيائه واوليائه ليهتدوا به اليه وفى الصورة العلماء السادة والمشايخ القادة بعد الانبياء والمرسلين
{ فمن اتبع هداى } بالتسليم والرضى والا سوة الحسنة { فلا يضل } عن طريق الحق { ولا يشقى } بالحرمان وحقيقة الهجران { ومن اعرض عن ذكرى } اى عن ملازمة ذكرى فى اتباع هداى اى اذا جاءه { فان له معيشة ضنكا } اى يعذب قلبه بذل الحجاب وسد الباب فان الذكر مفتاح القلوب والاعراض عنه سد بابها

ذكر حق مفتاح باشد اى سعيد تانبكشايى در جان بى كليد
جون ملك ذكر خدارا كن غذا اين بود دائم معاش اوليا

{ ونحشره } اى المعرض.
قال فى بحر العلوم الحشر يجئ بمعنى البعث والجمع والاول هو المراد هنا { يوم القيامة اعمى } فاقد البصر كما فى قوله تعالى
{ ونحشرهم يوم القيامة على وجوهم عميا وبكما وصما
} وفى عرائس البقلى يعنى جاهلا بوجود الحق كما كان جاهلا فى الدنيا كما قال على رضى الله عنه من لم يعرف الله فى الدنيا لا يعرفه فى الآخرة.