التفاسير

< >
عرض

وَكَذٰلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِن بِآيَاتِ رَبِّهِ وَلَعَذَابُ ٱلآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَىٰ
١٢٧
-طه

روح البيان في تفسير القرآن

{ وكذلك } اى ومثل ذلك الجزاء الموافق للجناية { نجزى من اسرف } فى عصيانه والاسراف مجاوزة الحد فى كل فعل يفعله الانسان وان كان ذلك فى الانفاق اشهر { ولم يؤمن بآيات ربه } اى بالقرآن وسائر المعجزات بل كذبها واعرض عنها{ ولعذاب الآخرة } على الاطلاق او عذاب النار { اشد } مما نعذبهم به فى الدنيا من ضنك العيش ونحوه{ وابقى } وادوم لعدم انقطاعه فمن اراد ان ينجو من عذاب الله وينال ثوابه فعليه ان يصبر على شدائد الدنيا فى طاعة الله ويجتنب المعاصى وشهوات الدنيا فان الجنة قد حفت بالمكاره وحفت النار بالشهوات كما ورد دعا الله جبريل فارسله الى الجنة فقال انظر اليها والى ما اعددت لاهلها فيها فرجع فقال وعزتك لا يسمع بها احد الا دخلها فحفت بالمكاره فقال ارجع اليها فانظر فرجع فقال وعزتك لقد خشيت ان لا يدخلها احد ثم ارسله الى النار فقال انظر اليها وما اعددت لاهلها فرجع اليه فقال وعزتك لا يدخلها احد يسمع بها فحفت بالشهوات فقال عد اليها فانظر فرجع فقال وعزتك لقد خشيت ان لا يبقى احد الا دخلها - روى - ان اهل النار اذا انتهوا الى ابوابها استقبلتهم الزبانية بالاغلال والسلاسل وتسلك السلسلة فى فيه وتخرج من دبره وتغل يده اليسرى الى عنقه وتدخل يده اليمنى فى فؤاده وتنزع من بين كتفيه ويشد بالسلاسل ويقرن كل آدمى مع شيطان فى سلسلة ويسحب على وجهه تضربه الملائكة بمقامع من حديد كلما ارادوا ان يخرجوا منها من غم اعيدوا فيها وفى الحديث "ان ادنى اهل النار عذابا الذى يجعل له نعلان يغلى منهما دماغه فى رأسه"
فعلى العاقل ان يجتنب اسباب العذاب والعمى ويجتهد ان لا يحشر اعمى واشد العذاب عذاب القطيعة من الله الوهاب

بعد حق باشد عذاب مستهين ازنعيم قرب عشرت سازهين
هركه نا بينا شود ازآى هو ما ند در تاريك مردمهاى او.