التفاسير

< >
عرض

إِنَّ ٱلسَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَىٰ كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَىٰ
١٥
-طه

روح البيان في تفسير القرآن

{ ان الساعة آتية } تعليل لوجوب العبادة واقامة الصلاة. والساعة اسم لوقت تقوم فيه القيامة سمى بها لانها ساعة حقيقة يحدث فيها امر عظيم اى القيامة كائنة لا محالة وانما عبر عن ذلك بالاتيان تحقيقا لحصولها بابرازها فى معرض امر محقق متوجه نحو المخاطبين { أكاد أخفيها }.
قال فى تفسير الجلالين استرها للتهويل والتعظيم واكاد صلة انتهى.
وقال بعضهم كاد وان كان موضوعا للمقاربة الا انه من الله للتحقق والوجوب فالمعنى اريد اخفاء وقتها عن الخلق ليكونوا على الحذر منها كل وقت كما ان عسى فى قوله تعالى
{ قل عسى ان يكون قريبا } للقطع بقربه اى هو قريب. وفى الارشاد لا اظهرها بان اقول هى آتيةولولا ما فى الاخبار بذلك من اللطف وقطع الاعذار لما فعلت.
وفى التأويلات النجمية اكاد اخفى الساعة واتيانها واخفى احوال الجنة ونعيمها واهوال النار وعذاب جحيمها لئلا تكون عبادتى مشوبة بطمع الجنة وخوف النار بل تكون خالصة لوجهى كما قال تعالى
{ وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين } وفى ذلك تهديد عظيم للعباد واظهار عزة وعظمة لنفسه الا انه سبقت رحمتى غضبى فما اخفيت الساعة واتيانها { لتجزى كل نفس بما تسعى } متعلقة بآتية وما بينهما اعتراض وما مصدرية اى بسعيها وعملها خيرا كان او شرا لتمييز المطيع من العاصى وتخصيص السعى بالذكر للايذان بان المراد بالذات من اتيانها هو الاثابة بالعبادة واما العقاب بتركها فمن مقتضيات سوء اختيار العصاة.