التفاسير

< >
عرض

قُلْنَا لاَ تَخَفْ إِنَّكَ أَنتَ ٱلأَعْلَىٰ
٦٨
-طه

روح البيان في تفسير القرآن

{ قلنا لا تخف } ما توهمت { انك } اى لانك { انت الاعلى } اى الغالب القاهر لهم ونحن معك فى جميع احوالك فانك القائم بالمسبب وهم القائمون المعتمدون على الاسباب وايضا معك آياتنا الكبرى وهو لباس حفظنا.
وفى التأويلات النجمية يشير الى ان خوف البشرية مركوز فى جبلة الانسان ولو كان نبيا الى ان ينزع الله الخوف منه انتزاعا رابانيا بقول صمدانى كما قال تعالى { قلنا لا تخف انك انت الاعلى } اى اعلى درجة من ان تخاف من المخلوقات دون الخالق وفيه معنى آخر ان خوف موسى ما كان من المكونات بل من المكون اذ رأى عصاه ثعبانا تلقف سحر السحرة وقد علم انها صارت مظهر صفة قهارية الحق فخاف من الحق وقهره لا من العصا وثعبانها فلهذا قال تعالى { لا تخف انك انت الاعلى } اى لانك اعلى درجة عندنا منها لانها عصاك مصنوعة لنفسك وانت رسولى وكليمى واصطنعتك لنفسى فان كانت هى مظهر صفة قهرى فانت مظهر صفات لطفى وقهرى كلها.