التفاسير

< >
عرض

وَلَقَدْ أَوْحَيْنَآ إِلَىٰ مُوسَىٰ أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي فَٱضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقاً فِي ٱلْبَحْرِ يَبَساً لاَّ تَخَافُ دَرَكاً وَلاَ تَخْشَىٰ
٧٧
-طه

روح البيان في تفسير القرآن

{ ولقد اوحينا الى موسى } وبالله لقد اوحينا اليه بعد اجراء الآيات التسع فى نحو من عشرين سنة كما فى الارشاد.
يقول الفقير يخالفها ما فى بعض الروايات المشهورة من ان موسى عليه السلام دعا ربه فى حق فرعون وقومه فاستجيب له ولكن اثره بعد اربعين سنة على ما قالوا عند قوله تعالى
{ قال قد اجيبت دعوتكما } { ان } مفسرة بمعنى اى او مصدرية اى بان { اسر بعبادى } السرى والاسرآء سير الليل اى قال سر ببنى اسرائيل من مصر ليلا: وبالفارسية [بشب ببربندكان مرا] امر بذلك لئلا يعوقهم اعوان فرعون { فاضرب لهم } فاجعل من قولهم ضرب له فى ماله سهما او فاتخذوا عمل من قولهم ضرب اللبن اذا عمله.
وفى الجلالين فاضرب لهم بعصاك { طريقا } الطريق كل ما يطرقه طارق معتادا كان او غير معتاد.
قال الراغب الطريق السبيل الذى يطرق بالارجل ويضرب { فى البحر } البحر كل مكان واسع جامع للماء الكثير والمراد هنا بحر القلزم.
قال فى القاموس هو بلد بين مصر ومكة قرب جبل الطور واليه يضاف بحر القلزم لانه على طرفه او لانه يبتلع من ركبه لان القلزمة الابتلاع { يبسا } صفة لطريقا واليبس المكان الذى كان فيه ماء فذهب.
قال فى الارشاد اى يابسا على انه مصدر وصف به الفاعل مبالغة: وبالفارسية [خشك كه دروآب ولاى نبود]{ لا تخاف دركا } حال مقدرة من المأمور اى موسى والدرك محركة اسم من الادراك كالدرك بالسكون. والمعنى حال كونك آمنا من ان يدرككم العدو { ولا تخشى } الغرق.