التفاسير

< >
عرض

أَلاَّ تَتَّبِعَنِ أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي
٩٣
-طه

روح البيان في تفسير القرآن

{ ان لا تتبعن } لا مزيدة وهو مفعول ثان لمنع وهو عامل فى اذ اى أى شئ منعك حين رؤيتك لضلالهم من ان تتبعنى فى الغضب لله والمقاتلة مع من كفر به وان تأتى عقبى وتلحقنى وتخبرنى لأرجع اليهم لئلا يقعوا فى هلاك هذه الفتنة او غير مزيدة على ان منعك مجاز عن دعاك. والمعنى ما دعاك الى ترك اتباعى وعدمه فى شدة الغضب لله ولدينه ونظير لا هذه قوله { ما منعك ان لا تسجد } فى الوجهين.
قال فى التأويلات النجمية فيه اشارة الى ان موسى لما كان بالميقات مستغرقا فى بحر شواهد الحق ما كان يرى غير الحق ولم يكن محتجبا بحجب الوسائط حتى ان الله تعالى ابتلاه بالوسائط بقوله
{ انا قد فتنا قومك من بعدك واضلهم السامرى } اضاف الفتنة الى نفسه واحال الاضلال الى السامرى اختبارا ليعلم منه انه هل يرى غير الله مع الله فى افعاله الخير والشر فما التفت الى الوسائط وما رأى الفعل فى مقام الحقيقة على بساط القربة الا منه وقال فى جوابه { ان هى الا فتنتك } اضاف الفتنة والاضلال اليه تعالى مراعيا حق الحقيقة على قدم الشريعة الى نور الحقيقة قال يا هارون { أفعصيت امرى } اى بالصلابة فى الدين والمحاماة عليه كما عصى هؤلاء القوم امرى وامر الله فان قوله عليه السلام { اخلفنى } متضمن للامر بهما حتما فان الخلافة لا تتحقق الا بمباشرةالخليفة ماكان يباشره المستخلف لو كان حاضرا والهمزة للانكار التوبيخى والفاء عطف على مقدر يقتضيه المقام اى أخالفتنى فعصيت امرى.