التفاسير

< >
عرض

قَالَ فَمَا خَطْبُكَ يٰسَامِرِيُّ
٩٥
-طه

روح البيان في تفسير القرآن

{ قال } كأنه قيل فماذا صنع موسى بعد اعتذار القوم واعتذار هارون واستقرار اصل الفتنة على السامرى فقيل قال موبخا له هذا شأنهم { فما خطبك يا سامرى } الخطب لغة الامر العظيم الذى يكثر فيه التخاطب وهو من تقاليب الخبط.
ففيه اشارة الى عظيم خبطه والمعنى ما شأنك وما مطلوبك فيما فعلت وما الذى حملك عليه: وبالفارسية [جيست اين كار عظيم ترا اى سامرى يعنى اين جيست كه كردى] خاطبه بذلك ليظهر للناس بطلان كيده باعترافه ويفعل به وبما صنعه من العقاب ما يكون نكالا للمفتونين به ولمن خلفهم من الامم.
قال بعض الكبار { فما خطبك يا سامرى } يعنى فيما صنعت من عدو لك الى صورة العجل على الاختصاص وصنعك هذا الشبخ من حلى القوم حتى اخذت بقلوبهم من اجل اموالهم فان عيسى عليه السلام يقول لبنى اسرائيل يا بنى اسرائيل قلب كل انسان حيث ماله فاجعلوا اموالكم فى السماء تكن قلوبكم هناك اى تصدقوا وقدموا الى الآخرة التى هى ابقى واعلى وما سمى المال مالا الا لكونه بالذات تميل القلوب اليه فى نيل المقاصد وتحصيل الحوائج: وفى المثنوى

مال دنيا دام مرغان ضعيف ملك عقبى دام مرغان شريف
هين مشوكر عارفى مملوك ملك ملك الملك آنكه بجهيد اوزهلك