التفاسير

< >
عرض

لاَ يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا وَهُمْ فِي مَا ٱشْتَهَتْ أَنفُسُهُمْ خَالِدُونَ
١٠٢
-الأنبياء

روح البيان في تفسير القرآن

{ لا يسمعون حسيسها } الحسيس صوت يحس به اى لا يسمعون صوتها سمعا ضعيفا كما هو المعهود عند كون المصوت بعيدا وان كان صوته فى غاية الشدة لا انهم لا يسمعون صوتها الخفى فى نفسه فقط.
قال الصادق كيف يسمعون حسيسها والنار تخمد لمطالعتهم وتتلاشى برؤيتهم وفى الحديث
"تقول النار للمؤمن يوم القيامة جزيامؤمن فقد اطفأ نورك لهبى" : وفى المثنوى

زآتش مؤمن ازين رواى صفى ميشود دوزخ ضعيف ومنطفى
كويدش بكذر سبك اى محتشم ورنه ز آتشهاى تومرد آتشم

وفى التأويلات النجمية من آثار سبق العناية الازلية ان لا يسمعون حسيس جهنم القهر وحسيسها مقالات اهل الاهواء والبدع وادلة الفلاسفة وبراهينهم بالعقول المشوبة بالوهم والخيال وظلمة الطبيعة { وهم فى ما اشتهت انفسهم خالدون } دائمون فى غاية التنعم والاشتهاء والشهوة طلب النفس اللذة وتقديم الظرف للقصر والاهتمام وهو بيان لفوزهم بالمطالب اثر بيان خلاصهم من المهالك.
قال ابن عطاء للقلوب شهوة وللارواح شهوة وللنفوس شهوة وقد يجمع الله لهم فى الجنة جميع ذلك فشهوة الارواح القرب وشهوة القلوب المشاهدة والرؤية وشهوة النفوس الالتذاذ بالراحة والاكل والشرب والزينة.