التفاسير

< >
عرض

وَلَهُ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَمَنْ عِنْدَهُ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلاَ يَسْتَحْسِرُونَ
١٩
-الأنبياء

روح البيان في تفسير القرآن

{ وله } خاصة { من فى السموات والارض } اى جميع المخلوقات ايجادا واستعبادا { ومن عنده } من عطف الخاص على العام والمراد الملائكة المكرمون المنزلون لكرامتهم عليه منزلة المقربين عند الملوك على طريقة التمثيل والبيان لشرفهم وفضلهم على اكثر خلقه لا على الجميع كما زعم ابو بكر الباقلانى وجميع المعتزلة فالمراد بالعندية عندية الشرف لا عندية المكان والجهة وعند وان كان من الظروف المكانية الا انه شبه قرب المكانة والمنزلة بقرب المكان والمسافة فعبر عن المشبه بلفظ المشبه به.
قال الكاشفى [يعنى فرشتكان كه مقربان دركاه الوهيت اند وشما ايشانرا مى برستيد]{ لا يستكبرون عن عبادته } اى لا يتعظمون عنها ولا يعدون انفسهم كبيرة بل يتفاخرون بعبوديته فالبشر مع نهاية ضعفهم اولى ان يطيعوه والجملة حال من قوله من عنده.
وجعل المولى ابو السعودرحمه الله من عنده مبتدأ ولا يستكبرون خبره { ولا يستحسرون } ولا يكلون ولا يعيون يقال حسروا واستحسر اذا تعب واعيى يعنى ان استفعل بمعنى فعل نحو قر واستقر.
قال فى المفردات الحسر كشف الملبس عما عليه يقال حسرت عن الذراع والحاسر من لادرع عليه ولا مغفر والناقة حسير حسر عنها اللحم والقوة والحاسر المعيى لانكشاف قواه ويقال للمعيى حاسرومحسور اما الحاسر فتصور انه قد حسر بنفسه قواه واما المحسور فتصور ان التعب قد حسره والحسرة الغم على ما فاته والندم عليه كأنه انحسر عنه الجهل الذى حمله على ما ارتكبه او انحسر قواه من فرط غم ادركه واعياه عن تدارك ما فرط منه.