التفاسير

< >
عرض

وَمَآ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِيۤ إِلَيْهِمْ فَاسْئَلُوۤاْ أَهْلَ ٱلذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ
٧
-الأنبياء

روح البيان في تفسير القرآن

{ وما ارسلنا قبلك الا رجالا } جواب لقولهم هل هذا الا بشر مثلكم اى وما ارسنا الى الامم قبل ارسالك الى امتك الا رجالا مخصوصين من افراد الجنس مستأهلين ومثله فى الفارسية [كلمه مرد]{ نوحى اليهم } بواسطة الملك ما نوحى من الشرائع والاحكام وغيرهما من القصص والاخبار كما نوحى اليك من غير فرق بينهما فى حقيقة الوحى وحقيقة مدلوله كمالا فرق بينك وبينهم فى البشرية فمالهم لا يفهمون انك لست بدعا من الرسل وان ما اوحى اليك ليس مخالفا لما اوحى اليهم فيقولون ما يقولون.
وفى التأويلات النجمية يشير الى انه تعالى يظهر فى كل قرن رجالا بالغين من متابعى الانبياء ويخصهم بوحى الالهام كما اظهر فى زمان عيسى عليه السلام الحواريين من متابعيه واوحى اليهم كما قال تعالى
{ واذا اوحيت الى الحواريين ان آمنوا بى وبرسولى } { فاسألوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون } قد سبق ان الذكر يطلق على الكتب الالهية اى ان كنتم لا تعلمون ما ذكر فاسألوا ايها الكفرة الجهلة اهل الكتاب الواقفين على احوال الرسل السالفة لتزول شبهتكم امروا بذلك لان اخبار الجم الغفير يوجب العلم لا سيما وهم كانوا يشايعون المشريكن فى عداوته عليه السلام ويشاورونهم فى امره وكانوا لا ينكرون كون الرسل بشرا وان انكروا نبوته عليه السلام - روى - انه قيل للامام الغزالىرحمه الله بماذا حصل لكم الاحاطة بالاصول والفروع فتلا هذه الآية واشار الى ان السؤال من اسباب العلم وطرائقه.