التفاسير

< >
عرض

وَلُوطاً آتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ ٱلْقَرْيَةِ ٱلَّتِي كَانَت تَّعْمَلُ ٱلْخَبَائِثَ إِنَّهُمْ كَانُواْ قَوْمَ سَوْءٍ فَاسِقِينَ
٧٤
-الأنبياء

روح البيان في تفسير القرآن

{ ولوطا } منصوب بمضمر يفسره قوله{ آتيناه } اى وآتينا لوطا آتيناه { حكما }.
قال فى التأويلات النجمية حكمة حقيقة.
وفى بحر العلوم هو ما يجب فعله.
وفى الجلالين فصلا بين الخصوم بالحق.
يقول الفقير الحكم وان كان اعم من الحكمة لكنه فى حق الانبياء بمعناها غالبا كما يدل عليه قوله تعالى فى حق يحيى عليه السلام
{ واتيناه الحكم صبيا } وهو الفهم عن الله تعالى وقوله تعالى فى حق داود عليه السلام { وآتاه الملك والحكمة وعلمه مما يشاء } فرق بين الملك والحكمة والعلم فيكون معنى قوله { وعلما } اى علما نافعا يتعلق بامور الدين وقواعد الشرع والملة { ونجيناه من القرية } قرية سدوم اعظم القرى المؤتفكة اى المنقلبة المجعول عاليها سافلها وهى سبع كما سبق { التى كانت تعمل الخبائث } جمع خبيثة والخبيثة ما يكره رداءه وخساسة يتناول الباطل فى الاعتقاد والكذب فى المقال والقبيح فى الفعال واعوذ بك من الخبث والخبائث اى من ذكور الشياطين واناثها والمراد ههنا اللواطة وصفت القرية بصفة اهلها واسندت اليها على حذف المضاف واقامتها مقامه كما يوزن به قوله { انهم كانوا قوم سوء }[كروهى بد].
قال الراغب السوء كل ما يغم الانسان من الامور الدنيوية والاخروية ومن الاحوال النفسية والبدنية والخارجية من فوات مال وفقد حميم ويعبر به عن كل ما يقبح وهو مقابل الحسن { فاسقين } اى منهمكين فى الكفر والمعاصى متوغلين فى ذلك: وبالفارسية [بيرون ر فتكان ازدائره فرمان].
وفى الآية اشارة الى ان النجاة من الجليس السوء من المواهب والاقتران معه من الخذلان

زينهار ازقرين بد زنهار وقنا ربنا عذاب النار

وفى المثنوى

هر حويجى باشدش كردى دكر درميان باغ ازسير وكبر
هريكى باجنس خود دركرد خود از براى بختكى نم ميخورد
توكه كرد زعفرانى زعفران باش آميزش مكن باضميران
آب ميخور زعفرانا تارسى زعفرانى اندران حلوا رسى
تومكن دركرد شلغم بوزخويش تانكردد باتواو همطبع وكيش
توبكردى او بكردى مودعه زانكه ارض الله آمد واسعة