التفاسير

< >
عرض

وَنَصَرْنَاهُ مِنَ ٱلْقَوْمِ ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا إِنَّهُمْ كَانُواْ قَوْمَ سَوْءٍ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ
٧٧
-الأنبياء

روح البيان في تفسير القرآن

{ ونصرناه } نصرا مستتبعا للانتقام والانتصار ولذلك عدى بمن حيث قيل { من القوم الذين كذبوا بآياتنا } اولا وآخرا { انهم كانوا قوم سوء }[كروهى بديعنى كافر بودند جه كفر سر جمله همه بديهاست]{ فاغرقناهم اجميعن } فانه لم يجتمع الاصرار على التكذيب والانهماك فى الشر والفساد فى قوم الا اهلكهم الله تعالى.
اعلم ان الدعاء اذا كان باذن الله تعالى وخلوص القلب كما للانبياء وكمل الاولياء يكون مقرونا بالاجابة - روى - ان زيد بن ثابت رضى الله عنه خرج مع رجل من مكة الى الطائف ولم يعلم انه منافق فدخلا خربة وناما فاوثق المنافق يد زيد واراد قتله فقال زيد يا رحمن اعنى فسمع المنافق قائلا يقول ويحك لا تقتله فخرج المنافق ولم ير احدا ثم وثم ففى الثالثة قتله فارس ثم حل وثاقه وقال انا جبريل كنت فى السماء السابعة حين دعوت الله فقال الله تعالى ادرك عبدى.
ففى الحكاية امور. منها لا بد لاهل الطريق من الرفيق لكن يلزم تفتيش حاله ليكون على امان من المخلوق وقد كثر العدو فى صورة الصديق فى هذا الزمان: وفى المثنوى

آدمى رادشمن بنهان بسيست آدمئ باحذر عاقل كسيست

وقد قيل فى حل شئ عبرة والعبرة فى الغراب شدة حذره. ومنها ان الدعاء من اسباب النجاة فرعها الله عليه حيث قال { فنجيناه } بعد قوله { فاستجبنا له } قال الحافظ

مرا درين ظلمات آنكه رهنمائى كرد دعاى نيم شبى بود وكريه سحرى

وفى المثنوى

آن نياز مريمى بودست ودرد كه جنان طفلى سخن آغازكرد
هر كجا دردى دوا آنجا رود هركجا بستيست آب آنجا رود

ومنها ان الله تعالى يعين عبده المضطر من حيث لا يحتسب اذ كل شئ جند من جنوده كما حكى ان سفينة مولى رسول الله عليه السلام اخطأ الجيش بارض الروم فاسر فانطلق هاربا يلتمس فاذا هو بالاسد فقال يا ابا الحارث انا سفينة مولى رسول الله وكان من امرى كيت وكيت فاقبل الاسد يبصبص حتى قام الى جانبه كلما سمع صوتا اهوى اليه فلم يزل كذلك حتى بلغ الجيش ثم رجع الاسد: قال الشيخ سعدى قدس سره

يكى ديدم از عرصه رودبار كه بيش آمدم بربلنكى سوار
جنان هول ازان حال برمن نشست كه ترسيدنم باى رفتن به بست
تبسم كنان دست برلب كرفت كه سعدى مدار آنجه آيدشكفت
توهم كردن ازحكم داور مبيج كه كردن تبيجد زحكم توهيج
محالست جون دوست دارد ترا كه دردوست دشمن كذارد ترا

ومنها ان الملك يتمثل لخواص البشر.
قال الغزالىرحمه الله فى المنقذ من الضلال ان الصوفية يشاهدون الملائكة فى يقظتهم اى لحصول طهارة نفوسهم وتزكية قلوبهم وقطعهم العلائق وحسمهم مواد اسباب الدنيا من الجاه والمال واقبالهم على الله بالكيلة علما دائما وعملا مستمرا

شد فرشته ديدن ازشان فرشته خصلتى