التفاسير

< >
عرض

وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ ٱلضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ ٱلرَّاحِمِينَ
٨٣
-الأنبياء

روح البيان في تفسير القرآن

{ وايوب } اى واذكر خبر ايوب. واختلفوا فى اسماء نسبه بعد الاتفاق على الانتهاء الى روم بن عيص بن ابراهيم عليه السلام - روى - ان الله تعالى استنبأ ايوب وارسله الى اهل حران وهى قرية بغوطة دمشق وكثر اهله وماله وكان له سبعة بنين وسبع بنات ومن اصناف البهائم مالا يحصى فحسده ابليس وقال [الهى بنده بتودر عافيت وسعت عيش است مال بسيار وفرزندان بزركوار دارد اكر اورا بانتزاع مال واولاد مبتلا سازى زود ازتو بكردد وطريق كفران نعمت بيش كيرد حق سبحانه وتعالى فرمودكه جنين نيست كه توميكويى او مارا بنده ايست بسنديده اكر هزار باردر بوته ابتلابكداختم بى غش وخالص العيار آيد

جنان در عشق يكرويم كه كرتيغم زنى برسر برو زامتحان باشم جوشمع استاده بابرجا

بس حق سبحانه وتعالى اقسام محن بروى كما شت شترانش بصاعقه هلاك شدند وكوسفندان بسببب سيل دركرداب فنا افتادند وزراعت بريح متلاشى شد واولاد در زير ديوار ماندند وقروح درجسد مباركش ظاهر شدوديدان بيدا كشتند وخلق ازوى كريخت بجززن او] فكان نظير ابراهيم عليه السلام فى الابتلاء بالمال والولد والبدن.
وقد قال بعض الكبار ان بلاء ايوب اختاره قبله سبعون نبيا فما اختاره الله الاله وبقى فى مرضه ثمانى عشرة سنة او سبع سنين وسبعة اشهر وسبعة ايام وسبع ساعات قالت له يوم امرأته رحمة بنت افراييم بن يوسف لو دعوت الله فقال لها كم كانت مدة الرخاء فقالت ثمانين سنة فقال انا استحيى من الله ان ادعوه وما بلغت مدة بلائى مدة رخائى [وهرحسر اين خطاب مستطاب بايوب مكروب رسيدى كه اى ايوب جكونه وايوب بذوق وشوق اين برسش كوه بلا بجان مى كشيد وبآن بيمارى خوش بود]

كربرسر بيمار خود آيى بعيادت صد ساله باميد توبيمار توان بود

وقد سلط الله على جسده اثنى عشر الف دودة لانها عدد الجند الكامل كما قال عليه السلام "اثنا عشر الفالن يغلب عن قلة ابدا" ولله عساكر كالدود والبعوض للنمرود والابابيل لاصحاب الفيل والهدهد لعوج والعنكبوت والحمامة لرسول الله عليه السلام واكل الدود جميع جسده حتى بقى العظام والقلب واللسان والاذن والعينان ولما قصد قلبه الذى هو منبع المعرفة ومعدن النبوة والولالية ولسانه هو مصدر الذكر ومورد التوحيد غار عليه وخاف ان ينقطع عن طاعة الله وتسبيحه بالكلية فانه كان من ضعف الحال بحيث لا يستطيع القيام للصلاة فلما انتهى وقت الابتلاء وحصل الفناء التام فى مقام البلاء والهمه الله الدعاء ليوصله الى مرتبة البقاء ويتجلى له بالجمال واللقاء بعد الجلال والاذى كما اخبر عنه بقوله { اذ نادى ربه } اى دعاه { انى } اى بانى { مسنى } اصابنى { الضر }[رنج وسختى] قالوا الضر بالفتح شائع فى كل ضرر وبالضم خاص بما فى النفس من مرض وهزال ونحوهما { وانت ارحم الراحمين } بين افتقاره اليه تعالى ولم يقل ارحمنى لطفا فى السؤال وحفظا للادب فى الخطاب فان اكثر اسئلة الانبياء فى كشف البلاء عنهم انما هى على سبيل التعريض

وفى النفس حاجات وفيه فطانة سكوتى بيان عندها وخطاب

وقال الحافظ

ارباب حاجيتم وزبان سؤال نيست درحضرت كريم تمناجه حاجتست

فان قيل أليس صرح زكريا فى الدعاء قال { فهب لى من لدنك وليا
} قلنا هذا سؤال العطاء لا يجمل به التعريض ودلك كشف البلاء فيجمل به التعريض لئلا يشتبه بالشكاية - ويحكى - ان عجوزا تعرضت لسليمان بن عبد الملك فقالت يا امير المؤمنين مشت جرذان بيتى على العصى فقال لها الطفت فى السؤال لا جرم لاردنها تثب وثب الفهود وملأ بيتها حبا. فهذا القول من ايوب دعاء وتضرع وافتقار لا جزع وشكاية كما هو حال الاضطرار ولذا جاء جوابه بلفظ الاستجابة وقال تعالى فى حقه { انا وجدناه صابرا نعم العبد } وعلى تقدير تضمنه الشكاية فقد اشتكى من البلوى اليه تعالى لا الى غيره وهو لا ينافى الصبر الجميل كما قال يعقوب انما اشكوا بثى وحزنى الى الله فصبر جميل والعارف الصادق اذا كان متحققا فى معرفته فشكواه حقيقة الانبساط ومناداته تحقيق المناجاة واساه فى بلاء حبيبه حقيقة المباهاة ولسان العشق لسان التضرع والحكاية لا لسان الجزع والشكاية كما اشار العاشق

بشنوازنى جون حكايت ميكند از جداييها شكايت ميكند

وفى التأويلات النجمية يشير الى ان كل ما كان لا يوب من الشكر والشكاية فى تلك الحالة كان مع الله لا مع غيره والى ان بشرية ايوب كانت تتأمل بالضر وهو يخبر عنها ولكن روحانيته المؤيدة بالتأييد الالهى تنظر بنور الله وترى فى البلاء كمال عناية المبتلى وعين مرحمته فى تلك الصورة تربية لنفسه ليبلغها مقام الصبر ورتبة نعمة العبدية وهو يخبر عنها ويقول { مسنى الضر } من حيث البشرية بنور فضلك { انك ارحم الراحمين } علىّ بانك تترحم علىّ بهذا البلاء ومس الضر وقوة الصبر عليه لتفنى نفسى عن صفاتها وفى العجلة وتبقى بصفاتك ومنها الصبر والصبر من صفات الله لا من صفات العبد كقوله تعالى { واصبر وما صبرك الا بالله } والصبور هو الله تعالى.