التفاسير

< >
عرض

إِنَّ ٱللَّهَ يُدْخِلُ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤاً وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ
٢٣
-الحج

روح البيان في تفسير القرآن

{ ان الله يدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات }[وكردند عملهاى شايسته] { جنات تجرى من تحتها الانهار } الاربعة { يحلون فيها } من حليت المرأة اذا ألبست الحلى وهو ما يتحلى به من ذهب او فضة اى تحليهم الملائكة بامره تعالى وتزينهم: بالفارسية [آراسته كردانند وبيرايه بندند ايشانرا دربهشت] { من اساور } اى بعض اساور وهى جمع اسورة جمع سوار: بالفارسية [دستوانة] { من ذهب } بيان للاساور { ولؤلؤا } عطف على محل من اساور وقرىء بالجر عطفا على ذهب على ان الاساور مرصعة بالذهب واللؤلؤ او على انهم يسورون بالجنسين اما على المعاقبة واما على الجمع كما تجمع نساء الدنيا بين انواع الحلى وما احسن المعصم اذا كان فيه سواران سوار من ذهب احمر قان وسوار من لؤلؤ ابيض يقق وقيل عطف على اساور لا على ذهب لأن السوار لا يكون من اللؤلؤ فى العادة وهو غلط لما فيه من قياس عالم الملك بعالم الملكوت وهو خطأ لقوله "اعددت لعبادى الصالحين مالا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر" وينصره قول سعيد بن جبير يحلى كل واحد منهم ثلاثة اساور واحد من ذهب وواحد من فضة وواحد من اللؤلؤ واليواقيت، قال ابن الشيخ وظاهر ان السوار قد يتخذ من اللؤلؤ وحده بنظم بعضه الى بعض غاية ما فى الباب ان لايكون معهودا فى الزمان الاول اى فيكون تشويقا لهم بما لم يعرفوه فى الدنيا { ولباسهم فيها حرير } يعنى انهم يلبسون فى الجنة ثياب الابريسم وهو الذى حرم لبسه فى الدنيا على الرجال على ما روى ابو سعيد عن النبي عليه اسلام انه قال "من لبس الحرير فى الدنيا لم يلبسه فى الآخرة" فان دخل الجنة لبس اهل الجنة ولم يلبسه هو ولذلك قال ابو حنيفةرحمه الله لا يحل لرجل ان يلبس حريرا الا قدر اربع اصابع لما روى انه عليه السلام لبي جبة مكفوفة بالحرير ولم يفرق بين حالة الحرب وغيره وقال ابو يوسف ومحمد يحل فى الحرب ضرورة، قلنا الضرورة تندفع بما لحمته ابريسم وسداه غيره وعكسه فى الحرب فقط كما فى بحر العلوم، قال الامام الدميرى في حياة الحيوان ويجوز لبس الثوب الحرير لدفع القمل لانه لا يقمل بالخاصية والاصح ان الرخصة لا تختص بالسفر كما فى انوار المشارق.