التفاسير

< >
عرض

ٱلَّذِينَ هُمْ فِي صَلاَتِهِمْ خَاشِعُونَ
٢
-المؤمنون

روح البيان في تفسير القرآن

{ الذين هم فى صلاتهم خاشعون } الخشوع الخوف والتذلل، وفي المفردات الخشوع الضراعة واكثر ما يستعمل فيما يوجد على الجوارح والضراعة اكثر ما تستعمل فيما يوجد على القلب ولذلك قيل فيما ورد (اذا ضرع القلب خشعت الجوارح) اى خائفون من الله متذللون له ملزمون ابصارهم مساجدهم، قال الكاشفى [جشم برسجده كاه نهاده وبدل بردركاه مناجات حاضر شده] ـ روى ـ انه عليه السلام كان اذا صلى رفع بصره الى السماء فلما نزلت رمى ببصره نحو مسجده وانه "رأى مصليا يعبث بلحيته فقال لوخشع قلب هذا لخشعت جوارحه" ، وفى النتف يكره تقليب الوجه الى نحو السماء عند التكبيرة الاولى وجه النهى ان النظر الى السماء من قبيل الالتفات المنهى عنه فى الصلاة واما فى غيرها فلا يكره لان السماء قبلة الدعاء ومحل نزول البركات، قال الكاشفى [درلباب فرموده كه درحالت قيام ديده بر سجدة كاه بايد نهاد مكر بمكة معظمه كه درخانة مكرمه بايد نكريست] وفى الحديث "ان العبد اذا قام الى الصلاة فانما هو بين يدى الرحمن فاذا التفت يقول الله تعالى الى من تلتفت الى خير منى اقبل ياابن آدم الىّ فانا خير ممن تلتفت اليه" .
وفى التأويلات النجمية خاشعون اى الظاهر والباطن، اما الظاهر فخشوع الرأس بانتكاسه وخشوع العين بانغماضها عن الالتفات وخشوع الاذن بالتذلل للاستماع وخشوع اللسان القراءة والحضور والتأنى وخشوع اليدين وضع اليمين على الشمال بالتعظيم كالعبيد وخشوع الظهر انحناؤه فى الركوع مستويا وخشوع الفرج بنفى الخواطر الشهوانية وخشوع القدمين بثباتهما على الموضع وسكونهما عن الحركة، واما الباطن فخشوع النفس سكونها عن الخواطر والهواجس وخشوع القلب بملازمة الذكر ودوام الحضور وخشوع السر بالمراقبة فى ترك اللحضات الى المكونات وخشوع الروح استغراقه فى بحر المحبة وذوبانه عند تجلى صفة الجمال والجلال [محققى فرموده كه در نماز اول ازخود بيزار بايد شد بس طالب وصول بقرب يار بايد كذشت]

يار بيزا راست ازتو تاتويى اول ازخود خويش رابيزاركن
كر زتويكذره باقى مانده است خرقه وتسبيح با زنار كن
ترك خويش وهرد وعالم كيرورو ذره منديش وجون عطار كن