التفاسير

< >
عرض

وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِن طُورِ سَيْنَآءَ تَنبُتُ بِٱلدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِّلآكِلِيِنَ
٢٠
-المؤمنون

روح البيان في تفسير القرآن

{ وشجرة } بالنصب عطف على جنات وتخصيصها بالذكر من بين سائر الاشجار لاستقلالها بمنافع معروفة قيل هى اول شجرة نبتت بعد الطوفان وهى شجرة الزيتون، قال فى انسان العيون شجرة الزيتون تعمر ثلاثة آلاف سنة، وفى المفردات الشجر من النبت ماله ساق يقال شجرة وشجر نحو ثمره وثمر { تخرج من طور سيناء } هو جبل بين مصر وايلة نودى منه موسى عليه السلام: وبالفارسية وديكر بيافريديم براى شما درختى كه بيرون مى آيداز كوه زيبا كه جبل موسى است درميان مصر وايله] ويقال له طور سينين ومعناه الحسن او المبارك، قال اهل التفسير فاما ان يكون الطور اسم الجبل وسيناء اسم البقعة اضيف اليها او المركب منهما علم له كامرىء القيس وهو بالفتح فعلاء كصحراء فمنع صرفه للتأنيث وبالكسر فيعال كديماس من السناء بالمد وهو الرفعة او بالقصر وهو النور فمنع صرفه للتعريف والعجمة او التأنيث على تأويل البقعة لا للالف وتخصيصها بالخروج منه مع خروجها من سائر البقاع ايضا لتعظيمها ولانه المنشأ الاعلى لها، قال فى الجلالين اول ما نبت الزيتون نبت هناك { تنبت بالدهن } [مى رويد باروغن] صفة اخرى لشجرة والباء متعلقة بمحذوف وقع حالا منها اى تنبت ملتبسة به ومستصبحة له كما قال الراغب معناه تنبت والدهن موجود فيها بالقوة ويجوز كونها صلة معدية لتنبت كما فى قولك ذهبت بزيد اى تنبته بمعنى تتضمنه وتحصله فان النبات حقيقة صفة للشجرة لا للدهن { وصبغ } [نان خورش] { للآكلين } اى ادام لهم وذلك من قولهم اصطبغت بالحل وهو معطوف على الدهن جار على اعرابه عطف احد وصفى الشىء على الآخر اى تنبت بالشىء الجامع بين كونه دهنا يدهن به ويسرج به وكونه ادما يصبغ فيه الخبزاى يغمس للأئتدام ويلون به كالدبس والخل مثلا.
وفى التأويلات النجمية هى شجرة الخفى الذى يخرج من طور سيناء الروح بتأثير تجلى انوار الصفات تنبت بالدهن وهو حسن الاستعداد لقبول الفيض الالهى بلا واسطة ومقر هذا الدهن هو الخفى الذى فوق الروح وهو سر بين الله وبين الروح لا تطلع عليه الملائكة المقربون وهوادام لا آكلى الكونين بقوة الهمة.