التفاسير

< >
عرض

وَعَلَيْهَا وَعَلَى ٱلْفُلْكِ تُحْمَلُونَ
٢٢
-المؤمنون

روح البيان في تفسير القرآن

{ وعليها } اى على الانعام فان الحمل عليها لايقتضى الحمل على جميع انواعها بل يتحقق بالحمل على البعض كالابل ونحوهها وقيل المراد هى الابل خاصة لانها المحمول عليها عندهم والمناسب للفلك فانها سفائن البر { وعلى الفلك } اى السفينة، قال الراغب ويستعمل ذلك للواحد والجمع وتقديراهما مختلفان فان الفلك اذا كان واحدا كان كبناء قفل واذا كان جمعا فكبناء حمر { تحملون } يعنى [برشتران درخشك وبركشتيها برترى برداشته مى شويد يعنى شتر وكشتى شمارا برميدارند وازهر موضعى بموضعى ميبرند] وانما لم يقل وفى الفلك كقوله { قلنا احمل فيها } لان معنى الايعاء ومعنى الاستعلاء كلاهما مستقيم لان الفلك وعاء لمن يكون فيها حمولة له يستعليها فلما صح المعنيان صحت العبارتان وايضا هو يطابق قوله عليها ويزاوجه كذا فى بحر العلوم، ودلت الآية على جواز ركوب البحر للرجال والنساء على ما قاله الجمهور وكره ركوبه للنساء لان التستر فيه لا يمكنهن غالبا ولا غض البصر من المتصرفين فيه ولا يمكن عدم انكشاف عوراتهن فى تصرفهن لاسيما فيما صغر من السفن مع ضرورتهن الى قضاء الحاجة بحضرة الرجال كا فى انوار المشارق، قال فى الذخيرة اذا اراد ان يركب السفينة فى البحر للتجارة او لغيرها فان كان بحال لو غرقت السفينة امكنه دفع الغرق عن نفسه بكل سبب يدفع الغرق به حل له الركوب فى السفينة وان كان لا يمكنه دفع الغرق لا يحل له الركوب انتهى فالمفهوم من هذه المسألة حرمة الركوب فى السفينة لمن لا يقدر على دفع الغرق عن نفسه مطلقا سواء كان لطلب العلم او التجارة او الحج او زيارة الاقارب او صلة الرحم او نحو ذلك وسوآء كانت السلامة غالبة اولا لكن المفهوم من بعض المسائل جوازه عند غلبة السلامة والا فلا، قال فى شرح حزب البحر قال عمر بن الخطاب رضى الله عنه لعمرو بن العاص صف لى البحر فقال يا امير المؤمنين مخلوق عظيم يركبه خلق ضعيف دود على عود فقال عمر لا جرم لولا الحج والجهاد لضربت من يركبه بالدرة ثم منع ركوبه ورجع عن ذلك بعد مدة وكذلك وقع لعثمان رضى الله عنه ومعاوية ثم استقر الاجماع على جوازه بشرائطه انتهى. والسباحة فى الماء من سنن النبى، قال فى انسان العيون كانت وفاة ابيه عليه السلام عبدالله بالمدينة ودفن فى دار المتابعة بالتاء المثناة فوق وبالباء الموحدة والعين المهملة وهو رجل من بنى عدى بن النجار اخوال ابيه عبدالمطلب والنجار هذا اسمه تميم وقيل له النجار لانه اختتن بقدوم وهو آلة النجار ولما هاجر عليه السلام الى المدينة ونظر الى تلك الدار عرفها وقال ههنا نزلت بى امى وفى هذه الدار قبر ابى عبدالله واحسنت القوم السباحة فى بئر بنى عدى بن النجار ومن هذا ومما جاء عن عكرمة عن ابن عباس "انه عليه السلام كان هو واصحابه يسبحون فى غدير فى الجحفة فقال عليه السلام لاصحابه ليسبح كل رجل منك الى صاحبه وبقى النبى عليه السلام وأبو بكر فسبح النبى الى ابى بكر حتى اعتنقه وقال انا وصاحبى انا وصاحبى" وفى رواية "انا الى صاحبى انا الى صاحبى" يعلم رد قول بعضهم وقد سئل هل عام عليه السلام الظاهر لا لانه لم يثبت انه عليه السلام سافر فى بحر ولا بالحرمين بحر.