التفاسير

< >
عرض

وَإِنَّ هَـٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَاْ رَبُّكُمْ فَٱتَّقُونِ
٥٢
-المؤمنون

روح البيان في تفسير القرآن

{ وان هذه } اى ملة الاسلام والتوحيد واشير اليها بهذه للتنبيه على كمال ظهور امرها فى الصحة والسداد وانتظامها بسبب ذلك في سلك الامور المشاهدة { امتكم } اى ملتكم وشريعتكم ايها الرسل، قال القرطبى الامة هنا الدين ومنه انا وجدنا آباءنا على امة اى على دين مجتمع { امة واحدة } حال من هذه اى ملة وشريعة متحدة فى اصول الشرائع التى لا تتبدل بتبدل الاعصار واما الاختلاف فى الفروع فلا يسمى اختلافا فى الدين فالحائض والطاهر من النساء دينهما واحد وان افترق تكليفهما، وقيل هذه اشارة الى الامم المؤمنة للرسل المعنى ان هذه جماعتكم واحدة متفقة على الايمان والتوحيد فى العبادة ولا يلائمه قوله تعالى { وانا ربكم } من غير ان يكون لى شريك فى الربوبية { فاتقون } اى فى شق العصا ومخالفة الكلمة والضمير للرسل والامم جميعا على ان الامر فى حق الرسل للتهييج والالهاب وفى حق الامم للتحذير والايجاب، وفى التفسير الكبير فيه تنبيه على ان دين الجميع واحد فيما يتصل بمعرفة الله تعالى واتقاء معاصيه.