التفاسير

< >
عرض

أَمْ تَسْأَلُهُمْ خَرْجاً فَخَرَاجُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَهُوَ خَيْرُ ٱلرَّازِقِينَ
٧٢
-المؤمنون

روح البيان في تفسير القرآن

{ ام تسألهم } انتقال من توبيخهم بما ذكر من قولهم ام يقولون به جنة الى التوبيخ بوجه اخر كأنه قيل ام يزعمون انك تسألهم على اداء الرسالة { خرجا } اى جعلا واجر فلا جل ذلك لايؤمنون بك { فخراج ربك خير } تعليل لنفى السؤال المستفاد من الانكار اى لا تسألهم ذلك فان رزق ربك فى الدنيا وثوابه فى العقبى خير لك من ذلك لسعته ودوامه ففيه استغناء لك عن عطائهم والخرج بازاء الدخل يقال لكل ما تخرجه الى غيرك والخراج غالب فى الضريبة على الارض ففيه اشعار بالكثرة واللزوم فيكون ابلغ ولذلك عبر به عن عطاء الله اياه. قال فى تفسير المناسبات وكأنه سماه خراجا اشاره الى انه اوجب رزق كل احد على نفسه بوعد لاخلف فيه { وهو خير الرازقين } اى خير من اعطى عوضا على عمل لان ما يعطيه لاينقطع ولايتكدر وهو تقدير لخيرية خراجه تعالى، وفى التأويلات النجمية فيه اشارة الى ان العلماء بالله الراسخين فى العلم لا يدنسون وجوه قلوبهم الناضرة بدنس الاطماع الفاسدة والصالحة الدنيوية والاخروية فيما يعاملون الله فى دعوة الخلق الى الله بالله لله

زيان ميكند مرد تفسيردان كه علم وهنر ميفروشدبنان

قال حضرة الشيخ الاكبر قدس سره الاطهر فى الفتوحات المكية مذهبنا ان للواعظ اخذ الاجرة على وعظه الناس وهو من احل ما يأكله وان كان ترك ذلك افضل وايضاح ذلك ان مقام الدعوة الى الله يقتضى الاجارة فانه مامن نبى دعا الى الله الا قال ان اجرى الا على الله فأثبت الاجر على الدعاء ولكن اختار ان يأخذه من الله لامن المخلوق انتهى.