التفاسير

< >
عرض

وَٱلَّذِينَ هُمْ لأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ
٨
-المؤمنون

روح البيان في تفسير القرآن

{ والذين هم لأماناتهم وعهدهم } لما يؤتمنون عليه ويعاهدون من جهة الحق او الخلق: وبالفارسية بعنى [اشانرا بران امين ساخته باشند ازامانات وودايع خلق ياانجه امانت حق است جون نماز وروزه وغسل جنابت وبرعهد باك باحق وخلق بندند] والامانة اسم لما يؤتمن عليه الانسان والعهد حفظ الشىء ومراعاته حالا بعد حال ويسمى الموثق الذى يلزم مراعاته عهدا { راعون } اى قائمون عليها وحافظون لها على وجه الاصلاح.
وفى التأويلات النجمية الامانة التى حملها الانسان وهى الفيض الالهى بلا واسطة فى القبول وذلك الذى يختص الانسان بكرامة حمله وعهدهم اى الذى عاهدهم عليه يوم الميثاق على ان لا يعبدوا الا اياه كقوله
{ وان اعبدونى هذا صراط مستقيم } راعون بان لا يخونوا فى الامانات الظاهرة والباطنة ولايعبدوا غير الله فان ابغض ما عبد غير الله الهوى لانه بالهوى عبد ماعبد من دون الله انتهى، قال محمد بن الفضل جوارحك كلها أمانات عندك امرت فى كل واحدة منها بامر فامانة العين الغض عن المحارم والنظر بالاعتبار وامانة السمع صيانتها عن اللغو والرفث واحضارها مجالس الذكر وامانة اللسان اجتناب الغيبة والبهتان ومداومة الذكر وامانة الرجل المشى الى الطاعات والتباعد عن المعاصى وامانة الفم ان لايتناول به الا حلالا وامانة اليد ان لايمدها الى حرام ولايمسكها عن المعروف وامانة القلب مراعاة الحق على دوام الاوقات حتى لايطالع سواه ولايشهد غيره ولايسكن الا اليه.