التفاسير

< >
عرض

إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَّا لَّيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّناً وَهُوَ عِندَ ٱللَّهِ عَظِيمٌ
١٥
-النور

روح البيان في تفسير القرآن

{ اذ تلقونه } بحذف احدى التاءين ظرف للمس اى لمسكم ذلك العذاب العظيم وقت تلقيكم اياه من المخترعين { بالسنتكم } يأخذه بعضكم من بعض وذلك ان الرجل منهم يلقى الرجل فيقول له ما وراءك فيحدثه بحديث الافك حتى شاع وانتشر فلم يبق بيت ولا دار الا طار فيه يقال تلقى الكلام من فلان وتلقنه وتلقفه ولقفه اذا اخذه من لفظه وفهمه، وفى الارشاد التلقى والتلقف والتلقن معان متقاربة خلا ان فى الاول معنى الاستقبال وفى الثانى معنى الخطف والاخذ بسرعة وفى الثالث معنى الحذق والمهارة { وتقولون بافواهكم ماليس لكم به علم } معنى بافواهكم مع ان القول لا يكون الا بالفم هو ان الاخبار بالشىء يجب ان تستقر صورته فى القلب اولا ثم يجرى على اللسان وهذا الافك ليس الا قول لايجرى على الالسنة من غير علم به فى القلب وهو حرام لقوله تعالى { ولا تقف ماليس لك به علم } والمعنى وتقولون قولا مختصا بالافواه من غير ان يكن له مصداق ومنشأ فى القلوب لانه ليس بتعبير عن علم به فى قلوبكم { وتحسبونه هينا } سهلا لا تبعة له وهى بالفارسية [عاقبة به]، او ليس له كثير عقوبة { وهو عند الله } والحال انه عنده تعالى { عظيم } فى الوزر واستجرار العذاب وعن بعضهم انه جزع عند الموت فقيل له فقال اخاف ذنبا لم يكن منى على بال وهو عند الله عظيم ومنى كلام بعضهم لا تقولن لشىء من سيآتك نقير فلعله عند الله نخلة وهو عندك نقير وقال عبدالله بن المبارك ما ارى هذه الآية نزلت الا فيمن اعتاد الدعاوى العظيمة ويجترىء على ربه فى الاخبار عن احوال الانبياء والاكابر ولا يمنعه عن ذلك هيبة ربه و لاحياؤه، وقال الترمذى من تهاون بما يجرى عليه من الدعاوى فقد صغر ما عظمه الله ان الله تعالى يقول { وتحسبونه } الخ

اكرمردى ازمردىء خود مكوى نه هر شهوارى بدر برد كوى