التفاسير

< >
عرض

فَإِن لَّمْ تَجِدُواْ فِيهَآ أَحَداً فَلاَ تَدْخُلُوهَا حَتَّىٰ يُؤْذَنَ لَكُمْ وَإِن قِيلَ لَكُمْ ٱرْجِعُواْ فَٱرْجِعُواْ هُوَ أَزْكَىٰ لَكُمْ وَٱللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ
٢٨
-النور

روح البيان في تفسير القرآن

{ فان لم تجدوا فيها } اى فى تلك البيوت { احدا } اى ممن يملك الاذن على ان من لا يملكه من النساء والولدان وجدانه كفقدانه اولم تجدوا احدا اصلا { فلا تدخلوها } فاصبروا { حتى يؤذن لكم } اى من جهة من يملك الاذن عند اتيانه فان فى دخول بيت فيه النساء والولدان اطلاعا على العورات وفى دخول البيوت الخالية اطلاعا على مايعتاد الناس اخفاءه مع ان التصرف فى ملك الغير محظور مطلقا: يعنى [دخول درخانه خالى بى اذن كسى محل تهمت سرقه است]، يقول الفقير قد ابتليت بهذا مرة غفلة عن حكم الآية الكريمة فاطال علىّ وعلى رفقائى بعض من خارج البيت لكوننا مجهولين عندهم فوجدت الامر حقا { وان قيل لكم ارجعوا } انصرفوا { فارجعوا } ولا تقفوا على ابواب الناس اى ان امرتم من جهة اهل البيت بالرجوع سواء كان الامر ممن يملك الاذن ام لا فارجعوا ولا تلحوا بتكرير الاستئذان كما فى الوجه الاول اولا تلحوا بالاصرار على الانتظار على الابواب الى ان يأتى الاذن كما فى الثانى فان ذلك ممايجلب الكراهة فى قلوب الناس ويقدح فى المروءة اى قدح { هو } اى الرجوع { ازكى لكم } اى اطهر مما لا يخلو عنه اللج والعناد والوقوف على الابواب من دنس الدناءة والرزالة { والله بما تعملون عليم } فيعلم ما تأتون وما تذرون مما كلفتموه فيجازيكم عليه.
وفى التأويلات النجمية { فان لم تجدوا فيها احدا } يشير الى فناء صاحب البيت وهو وجود الانسانية { فلا تدخلوها } بتصرف الطبيعة الموجبة للوجود { حتى يؤذن لكم } بامر من الله بالتصرف فيها للاستقامة كما امر { وان قيل لكم ارجعوا } اى الى ربكم { فارجعوا } ولا تتصرفوا فيها تصرف المطمئنين بها { هو ازكى لكم } لئلا تقعوا فى فتنة من الفتن الانسانية وتكونوا مع الله بالله بلا انتم { والله بما تعملون } من الرجوع الى الله وترك تعلقات البيوت الجسدانية { عليم } انه خير لكم.