التفاسير

< >
عرض

وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ وَلاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَآئِهِنَّ أَوْ آبَآءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَآئِهِنَّ أَوْ أَبْنَآءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِيۤ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَآئِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ ٱلتَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي ٱلإِرْبَةِ مِنَ ٱلرِّجَالِ أَوِ ٱلطِّفْلِ ٱلَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُواْ عَلَىٰ عَوْرَاتِ ٱلنِّسَآءِ وَلاَ يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوۤاْ إِلَى ٱللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَ ٱلْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ
٣١
-النور

روح البيان في تفسير القرآن

{ وقل للمؤمنات يغضضن من ابصارهن } فلا ينظرن الى مالا يحل لهن النظر اليه من الرجل وهى العورة عند ابى حنيفة واحمد وعند مالك ماعدا الوجه والاطراف والاصح من مذهب الشافعى انها لاتنظر اليه كما لا ينظر هو اليها { ويحفظن فروجهن } بالتصون عن الزنى او بالتستر ولا خلاف بين الائمة فى وجوب ستر العورة عن اعين الناس، واختلفوا فى العورة ماهى فقال ابو حنيفة عورة الرجل ما تحت سرته الى ركبته والركبة عورة، وفى نصاب الاحتساب من لم يستر الركبة ينكر عليه برفق لان فى كونها عورة اختلافا مشهورا ومن لم يستر الفخذ يعنف عليه ولا يضرب لان فى كونها عورة خلاف بعض اهل الحديث ومن لم يستر السوءة يؤدب اذ لاخلاف فى كونهاعورة عن كراهية الهداية انتهى ومثل الرجل الامة وبالاولى بطنها وظهرها لانه موضع مشتهى والمكاتبة وام الولد والمدبرة كالامة وجميع الحرة عورة الا وجهها وكفيها والصحيح عنده ان قدميها عورة خارج الصلاة لا فى الصلاة وقال مالك عورة الرجل فرجاه وفخذاه والامة مثله وكذا المدبرة والمعتقة الى اجل والحرة كلها عورة الا وجهها ويديها ويستحب عنده لام الولد ان تستر من جسدها ما يجب على الحرة ستره والمكاتبة مثلها وقال الشافعى واحمد عورة الرجل مابين السرة والركبة وليست الركبة من العورة وكذا الامة والمكاتبة وام الولد والمدبرة والمعتق بعضها والحرة كلها عورة سوى الوجه والكفين عند الشافعى وعند احمد سوى الوجه فقط على الصحيح واما سرة الرجل فليست من العورة بالاتفاق كذا فى فتح الرحمن وتقديم الغض لان النظر يريد الزنى ورائد الفساد يعنى ان الله تعالى قرن النهى عن النظر الى المحارم بذكر حفظ الفرج تنبيها على عظم خطر النظر فانه يدعو الى الاقدام على الفعل وفى الحديث "النظر سهم من سهام ابليس" قيل من ارسل طرفه اقتنص حتفه: وفى المثنوى

كرزناى جشم حظى مى برى نى كباب ازبهلوى خود مى خورى
اين نظر ازدور جون تيرست وسم عشقت افزون مى شود صبرتوكم

{ ولا يبدين زينتهن } فضلا عن ابداء مواقعها يقال بدا الشىء بدوا وبدوّا اى ظهر ظهورا بينا وابدى اى اظهر { الا ما ظهر منها } [مكر آنجه ظاهر شود ازان زينت بوقت ساختن كارها جون خاتم واطراف ثياب وكحل درعين وخضاب در كف] فان فى سترها حرجابينا، قال ابن الشيخ الزينة ما تزينت به المرأة من حلى او كحل او ثوب او صيغ فما كان منها ظاهرا كالخاتم والفتخة وهى مالا فص فيه من الخاتم والكحل والصبغ فلا بأس بابدائه للاجانب بشرط الامن من الشهوة وما خفى منها كالسوار والدملج وهى خلقة تحملها المرأة على عضدها والوشاح والقرط فلا يحل لها ابداؤها الا للمذكورات فيما بعد بقوله { الا لبعولتهن } الآية.
وفى التأويلات النجمية يشير الى كتمان مازين الله به سرائرهم من صفاء الاحوال وزكاء الاعمال فانه بالاظهار ينقلب الزين شينا الا ما ظهر منها واردحق او يظهر على احد منهم نوع كرامة بلا تعملة وتكلفه فذلك مستنثى لانه غير مؤاخذ بما لم يكن بتصرفه وتكلفه انتهى، قال فى حقائق البقلى فيه استشهاد على انه لا يجوز للعارفين ان يبدوا زينة حقائق معرفتهم وما يكشف الله لهم من عالم الملكوت وانوار الذات والصفات ولا المواجيد الا ماظهر منها بالغلبات من الشهقات والزعقات والاصفرار والاحمرار وما يجرى على ألسنتهم بغير اختيارهم من كلمات السطح والاشارات المشاكلة وهذه الاحوال اشرف زينة للعارفين، قال بعضهم ازين ما تزين به العبد الطاعة فاذا اظهرها فقد ذهبت زينتها، وقال بعضهم الحكمة فى هذه الآية لاهل المعرفة انه من اظهر شيئا من افعاله الا ما ظهر عليه من غير قصد له فيه سقط به عن رؤية الحق لان من وقع عليه رؤية الخلق ساقط عن رؤية الحق: قال الشيخ سعدى قدس سره

همان به كر آبستن كوهرى كه همجون صدف سربخود دربرى

وفى المثنوى

داند وبوشد بامر ذى الجلال كه نباشد كشف را ازحق حلال
سر غيب آنرا سزد آموختن كه زكفتن لب تواند دوختن

{ وليضربن بخمرهن على جيوبهن } ضمن الضرب معنى الالقاء ولذا عدى بعلى. والخمر جمع خمار وهو ما تغطى به المرأة رأسها وتسترها وما ليس بهذه الصفة فليس بخمار، قال فى المفردات اصل الخمر ستر الشىء ويقال لما يستر به خمار لكن الخمار صار فى التعارف اسما لما تغطى به المرأة رأسها. والجيوب جمع جيب وهو ماجيب من القميص اى قطع لادخال الرأس. والمعنى وليلقين مقانعهن على جويبهن ليسترن بذلك شعورهن وقروطهن واعناقهن عن الاجانب: وبالفارسية [وبايدكه فرو كذارند مقنعهاى خودرا بركريبانهاى خويش يعنى كردن خودرا بمقنعة بيوشند تاشوى وبنا كوش وكردن وسينه ايشان بوشيده ماند]، وفيه دليل على ان صدر المرأة ونحرها عورة لايجوز للاجنبى النظر اليها { ولا يبدين زينتهن } اى الزينة الخفية كالسوار والدملج والوشاح والقرط ونحوها فضلا عن ابداء مواقعها كرره لبيان من يحل له الابداء ومن لايحل له، وقال ابو الليث لا يظهرن مواضع زينتهن وهو الصدر والساق والساعد والرأس لان الصدر موضع الوشاح والساق موضع الخلخال والساعد موضع السوار والرأس موضع الاكليل فقد ذكر الزانية وارد بها موضع الزينة انتهى { الا لبعولتهن }، قال فى المفردات البعل هو الذكر من الزوجين وجمعه بعولة كفحل وفحولة انتهى الا لازواجهن فانهم المقصودون بالزينة ولهم ان ينظروا الى جميع بدنهن حتى الموضع المعهود خصوصا اذا كان النظر لتقوية الشهوة الا انه يكره له النظر الى الفرج بالاتفاق حتى الى فرج نفسه لانه يروى انه يورث الطمس والعمى وفى كلام عائشة رضى الله عنها ما رأى منى ولا رأيت منه اى العورة، قال فى النصاب اى الزينة الباطنة يجوز ابداؤها لزوجها وذلك لاستدعائه اليها ورغبة فيها ولذلك لعن رسول الله عليه السلام السلقاء والمرهاء فالسلقاء التى لا تختضب والمرهاء التى لا تكتحل { او ءابائهن } والجد فى حكم الاب { او آباء بعولتهن } [يابدران شوهران خويش كه ايشان حكم آباء دارند] { أو ابنائهن } [يابسران خويش وبسر بسر هرجندبا شد درين داخلست] { أو ابناء بعولتهن } [يابسران شوهران خودجه ايشان درحكم بسرانندمر زنرا] { أو اخوانهن } [يابسران برادران خودكه حكم برادران دارند] { او بنى اخوانهن } [ياسران برادران خود] { او بنى اخواتهن } [يابسران خواهران خود واينها جماعتى اندكه نكاح زن با ايشان روانيست كه] والعلة كثرة المخالطة الضرورية بينهم وبينهن وقلة توقع الفتنة من قبلهم لما فى طباع الفريقين من النفرة عن مماسة القرائب ولهم ان ينظروا منهن الى ما يبدو عند الخدمة، قال فى فتح الرحمن فيجوز لجميع المذكورين عند الشافعى النظر الى الزينة الباطنة سوى ما بين السرة والركبة الاالزوج فيباح له مابينهما، وعند مالك ينظرون الى الوجه والاطراف، وعند ابى حنيفة ينظرون الى الوجه والرأس والصدر والساقين والعضدين ولا ينظرون الى ظهرها وبطنها وفخذها، وعند احمد ينظرون الى ما يظهر غالبا كوجه ورقبة ويد وقدم ورأس وساق، قال ابو الليث النظر الى النساء على اربع مراتب فى وجه يجوز النظر الى جميع اعضائهن وهو النظر الى زوجته وامته وفى وجه يجوز النظر الى الوجه والكفين وهو النظر الى المرأة التى لاتكون محرماله ويأمن كل واحد منهما على نفسه فلا بأس بالنظر عند الحاجة وفى وجه يجوز النظر الى الصدر والرأس الساق والساعد هو النظر الى امرأة ذى رحم او ذات رحم محرم مثل الام والاخت والعمة والخالة وامرأة الاب وامرأة الابن وام المرأة سواء كان من قبل الرضاع او من قبل النسب وفى وجه لا يجوز النظر الى شىء وهو ان يخاف ان يقع فى الاثم اذا نظر انتهى وعدم ذكر الاعمام والاخوال لما ان الاحوط ان يتسترن عنهم حذرا من ان يصفوهن لابنائهم فان تصور الابناء لها بالوصف كنظرهم اليها { او نسائهن } المختصات بهن بالصحبة والخدمة من حرائر المؤمنات فان الكوافر لا يتأثمن عن وصفهن للرجال فيكون تصور الاجانب اياها بمنزلة نظرهم اليها فان وصف مواقع زين المؤمنات للرجال الاجانب معدود من جملة الآثام عند المؤمنات فالمراد بنسائهن نساء اهل دينهن وهذا قول اكثر السلف، قال الامام قول السلف محمول على الاستحباب والمذهب ان المراد بقوله { او نسائهن } جميع النساء.
يقول الفقير اكثر التفاسير المعتبرة مشحون بقول السلف فانه جعلوا المرأة اليهودية والنصراينة والمجوسية والوثنية فى حكم الرجل الاجنبى فمنعوا المسلمة من كشف بدنها عندهن الا ان تكون امة لها كما منعوها من التجرد عند الاجانب والظاهر ان العلة فى المنع شيآن عدم المجانسة دينا فان الايمان والكفر فرق بينهما وعدم الامن من الوصف المذكور فلزم اجتناب العفائف عن الفواسق وصحبتها والتجرد عندها. ولذا منع المناكحة بين اهل السنة وبين اهل الاعتزال كما فى مجمع الفتاوى وذلك لان اختلاف العقائد والاوصاف كالتباين فى الدين والذات واصلح الله نساء الزمان فان غالب اخلاقهن كاخلاق الكوافر فكيف تجتمع بهن وبالكوافر فى الحمام ونحوه من كانت بصدد العفة والتقوى. وكتب عمر رضى الله عنه الى ابى عبيدة ان يمنع الكتابيات من دخول الحمامات مع المسلمات { او ما ملكت ايمانهن } اى من الاماء فان عبد المرأة بمنزلة الاجنبى منها خصيا كان او فحلا وهو قول ابى حنيفةرحمه الله وعليه عامة العلماء فلا يجوز لها الحج ولا السفر معه وان جاز رؤيته اياها اذا وجد الامن من الشهوة، وقال ابن الشيخ فان قيل ما الفائدة فى تخصيص الاماء بالذكر بعد قوله { او نسائهن } فالجواب والله اعلم انه تعالى لما قال او نسائهن دل ذلك على ان المرأة لايحل لها ان تبدى زينتها للكافرات سواء كن حرائر او اماء لغيرها او لنفسها فلما قال { او ما ملكت ايمانهن } مطلقا اى مؤمنات كن او مشركات علم انه يحل للامة ان تنظر الى زنية سيدتها مسلمة كانت الامة او كافرة لما فى كشف مواضع الزينة الباطنة لامتها الكافرة فى احوال استخدامها اياها من الضرورة التى لا تخفى ففارقت الحرة الكافرة بذلك { او التابعين غير اولى الاربة من الرجال } الا ربة الحاجة اى الرجال الذين هم اتباع اهل البيت لاحاجة لهم فى النساء هم الشيوخ الاهمام والممسوخون بالخاء المعجمة وهم الذين حولت قوتهم واعضاؤهم عن سلامتها الاصلية الى الحالة المنافية لها المانعة من ان تكون لهم حاجة فى النساء وان يكون لهن حاجة فيهم ويقال للممسوخ المخنث وهو الذى فى اعضائه لين وفى لسانه تكسر باصل الخلقة فلا يشتهى النساء وفى المجبوب والخصى خلاف والمجبوب من قطع ذكره وخصيتاه معا من الجب وهو القطع والخصى من قطع خصيتاه والمختار ان الخصى والمجبوب والعنين فى حرمة النظر كغيرهم من الفحولة لانهم يشتهون ويشتهون وان لم تساعد لهم الآلة: يعنى [ايشانرا آرزوى مباشرت هست غايتش آنكه توانايى بران نيست]، قال بعضهم قوله تعالى
{ قل للمؤمنين يغضوا من ابصارهم } محكم وقوله { والتابعين } مجمل والعمل بالمحكم اولى فلا رخصة للمذكورين من الخصى ونحوه فى النظر الى محاسن النساء وان لم يكن هناك احتمال الفتنة، وفى الكشاف لا يحل امساك الخصيان واستخدامهم وبيعهم وشراؤهم ولم ينقل عن احد من السلف امساكهم انتهى، وفى النصاب قرأت فى بعض الكتب ان معاوية دخل على النساء ومعه خصى محبوب فنفرت منه امرأة فقال معاوية انما هو بمنزلة امرأة فقالت أترى ان المثلة به قد احلت ما حرم الله من النظر فتعجب من فطنتها وفقهها انتهى، وفى البستان انه لايجوز خصاء بنى آدم لانه لامنفعه فيه لانه لايجوز للخصى ان ينظر الى النساء كما لايجوز للفحل بخلاف خصاء سائر الحيوانات ألا ترى ان خصى الغنم اطيب لحما واكثر شحما وقس عليه غيره { او الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء } لعدم تمييزهم من الظهور بمعنى الاطلاع او لعدم بلوغهم حد الشهوة ومن الظهور بمعنى الغلبة والقدرة: وبالفارسية [تمييز ندارند وازحال مباشرت بى خبرند با آنكه قادر نيستند براتيان زنان يعنى بالغ نشده وبحد شهوت نرسيده] والطفل جنس وضع موضع الجمع اكتفاء بدلالة الوصف كالعدو فى قوله تعالى { فانهم عدو لى } قال فى المفردات الطفل الولد مادام ناعما والطفيلى رجل معروف بحضور الدعوات، وفى تفسير الفاتحة للمولى الفنارى حد الطفل من اول ما يولد الى ان يستهل صارخا الى انقضاء ستة اعوام انتهى. والعورة سوءة الانسان وذلك كناية واصلها من العار وذلك لما يلحق فى ظهورها من العار اى المذمة ولذلك سمى النساء عورة من ذلك العوراء اى الكلمة القبيحة كما فى المفردات، قال فى فتح القريب العورة كل ما يستحيى منه اذا ظهر وفى الحديث "المرأة عورة جعلها نفسها عورة لانها اذا ظهرت يستحيى منها كما يستحى من العورة اذا ظهرت" ، قال اهل اللغة سميت العورة عورة لقبح ظهروها ولغض الابصار عنها مأخوذة من العور وهو النقص والعيب والقبح ومنه عور العين، يقول الفقير يفهم من عبارة الطفل ان التقوى منع الصبيان حضرة النساء بعد سبع سنين فان ابن السبع وان لم يكن فى حد الشهوة لكنه فى حد التمييز مع ابن بعض من لم يبلغ حد الحلم مشتهى فلا خير فى مخالطة النساء، وفى ملتقط الناصرى الغلام اذا بلغ مبلغ الرجال ولم يكن صبيحا فحكمه حكم الرجال وان كان صبيحا فحكمه حكم النساء وهو عودة من قرنه الى قدمه يعنى لا يحل النظر اليه عن شهوة. فاما السلام والنظر لا عن شهوة فلا بأس به ولهذا لم يؤمر بالنقاب ـ حكى ـ ان واحدا من العلماء مات فرؤى فى المنام وقد اسود وجهه فسئل عن ذلك فقال رأيت غلاما فى موضع كذا فنظر اليه فاحترق وجهى فى النار، قال القاضى سمعت الامام يقول ان مع كل امرأة شيطانين ومع غلام ثمانية عشر شيطانا. ويكره مجالسة الاحداث والصبيان والسفهاء لانه يذهب بالمهابة كما فى البستان، قال فى انوار المشارق يحرم على الرجل النظر الى وجه الامرد اذا كان حسن الصورة سواء نظر بشهوة ام لا وسواء امن من الفتنة ام خافها ويجب على من فى الحمام ان يصون نظره ويده وغيرهما عن عورة غيره وان يصون عورته عن نظر غيره ويجب الانكار على كاشف العورة { ولايضربن بارجلهن ليعلم ما يخفين } اى يخفينه من الرؤية { من زينتهن } اى لايضربن بارجلهن الارض ليتقعقع خلخالهن فيعلم انهن ذوات خلخال فان ذلك مما يورث الرجال ميلا اليهن ويوهم ان لهن ميلا اليهم واذا كان اسماع صوت خلخالها للاجانب حراما كان رفع صوتها بحيث يسمع الاجانب كلامها حراما بطريق الاولى لان صوت نفسها اقرب الى الفتنة من صوت خلخالها ولذلك كرهوا اذان النساء لانه يحتاج فيه الى رفع الصوت، يقول الفقير وبهذا القياس الخفى ينجلى امر النساء فى باب الذكر الجهرى فى بعض البلاد فان الجمعية والجهر فى حقهن مما يمنع عنه جدا وهن مرتكبات للاثم العظيم بذلك اذ لو استحب الجمعية والجهر فى حقهن لاستحب فى حق الصلاة والاذان والتلبية، قال فى نصاب الاحتساب ومما يحتسب على النساء اتخاذ الجلاجل فى ارجلهن لان اتخاذ الجلاجل فى رجل الصغير مكروه ففى المرأة البالغة اشد كراهة لانه مبنى حالهن على التستر { وتوبوا الى الله جميعا ايها المؤمنون } اذ لا يكاد يخلوا احدكم من تفريط فى امره ونهيه سيما فى الكف عن الشهوات. وجميعا حال من فاعل توبوا اى حال كونكم مجتمعين: وبالفارسية [همه شما] وايها المؤمنون تأكيد للايجاب وايذان بان وصف الايمان موجب للامتثال حتما، وفى هذه الآية دليل على ان الذنب لا يخرج العبد من الايمان لانه قال { ايها المؤمنون } بعدما امر بالتوبة التى تتعلق بالذنب { لعلكم تفلحون } تفوزون بسعادة الدارين وصى الله تعالى جميع المؤمنين بالتوبة والاستغفار لان العبد الضعيف لاينفك عن تقصير يقع منه وان اجتهد فى رعاية تكاليف الله تعالى، اما قشيرىرحمه الله تعالى [فرموده كه محتاجتر بتوبه آنكس است كه خودرا محتاج توبة نداند، در كشف الاسرار آورده كه همه را ازمطيع وعاصى بتوبه امر فرمود تاعاصى خجل زده نشود جه اكر فرمودى كه اى كنهكاران شما توبه كنيد موجب رسوايى ايشان شدى جون دردنيا ايشانرا رسو نمى خواهند اميدهست كه درعقبى هم رسوانكند]

جو رسوا نكردى بجندين خطا درين عالمم بيش شاه وكدا
دارن عالمم هم برخاص وعام بيامرز ورسوا مكن السلام

قال فى التأويلات النجمية يشير الى ان التوبة كما هى واجبة على المبتدىء من ذنوب مثله كذلك لازمة للمتوسط والمنتهى فان حسنات الابرار سيآت المقربين وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "توبوا الى الله جميعا فانى اتوب اليه فى كل يوم مائة مرة" فتوبة المبتدىء من المحرمات وتوبة المتوسط من زوائد المحللات وتوبة المنتهى بالاعراض عما سوى الله بكليته والاقبال على الله بكليته { لعلكم تفلحون } ففلاح المبتدىء من النار الى الجنة والمتوسط من ارض الجنة الى اعلى عليين مقامات القرب ودرجاتها والمنتهى من حبس الوجود المجازى الى الوجود الحقيقى ومن ظلمة الخلقية الى نور الربوبية: وفى المثنوى

جون تجلى كرد اوصاف قديم بس بسوزد وصف حادث راكليم
قرب نى بالاوبستى رفتن است قرب حق ازحبس هستى رستن است

قال بعض الكبار ان الله تعالى طالب المؤمنين جميعا بالتوبة ومن آمن بالله وترك الشرك فقد تاب وصحت توبته ورجوعه الى الله وان خطر عليه خاطرا او جرى عليه معصية فى حين التوبة فان المؤمن اذا جرى عليه معصية ضاق صدره واهتم قلبه وندم روحه ورجع سره هذا للعموم والاشارة فى الخصوص ان الجميع محجوبون باصل النكرة وماوجدوا منه من القربة وسكنوا بمقاماتهم ومشاهداتهم ومعرفتهم وتوحيدهم اى انتم فى حجب هذا المقام توبوا منها الىّ فان رؤيتها اعظم الشرك فى المعرفة لان من ظن انه واصل فليس له حاصل من معرفة وجوده وكنه جلال عزته فمن هذا اوجب التوبة عليهم فى جميع الانفاس لذلك هجم حبيب الله فى بحر الفناء وقال "انه ليغان على قلبى وانى لاستغفر الله فى كل يوم مائة مرة" ففهم ان عقيب كل توبة توبة حتى تتوب من التوبة وتقع فى بحر الفناء من غلبة رؤية القدم والبقاء اللهم اجعلنا فانين باقين.