التفاسير

< >
عرض

وَللَّهِ مُلْكُ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ وَإِلَىٰ ٱللَّهِ ٱلْمَصِيرُ
٤٢
-النور

روح البيان في تفسير القرآن

{ ولله } لا لغيره { ملك السموات والارض } لانه الخالق لهما ولما فيهما من الذوات والصفات وهو المتصرف فى جميعها ايجادا واعداما ابداء واعادة { والى الله } خاصة { المصير } اى رجوع الكل بالفناء والبعث فعلى العاقل ان يعبد هذا المالك القوى ويسبحه باللسان الصورى المعنوى وهذا التسبيح محمول عند البعض على ما كان بلسان المقال فانه يجوز ان يكون لغير العقلاء ايضا تسبيح حقيقة لا يعلمه الا الله ومن شاء من عباده كما فى الكواشى وقد سبق تفصيل بديع عند قوله تعالى فى سورة الاسراء { وان من شىء الا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم } فارجع تغنم، وعن ابى ثابت قال كنت جالسا عند ابى جعفر الباقر فقال لى أتدرى ما تقول هذه العصافير عند طلوع الشمس وبعد طلوعها قلت لا قال فانهن يقدسن ربهن ويسألن قوت يومهن [آورده اندكه ابو الجناب نجم الكبرى قدس سره در رساله فواتح الجمال ميفرمايندكه ذكرى كه جارى بر نفوس حيوانات انفاس ضروريه ايشانست زيرا كه در بر آمدن وفرو رفتن نفس حرف هاكه اشارت بغيب هويت حق است كفته ميشود اكر خواهند واكر نخواهند وآن حرف هاست كه در اسم مبارك الله است والف ولام از براى تعريفست وتشديد لام از براى مبالغة در آن تعريف بس مى بايد كه طالب هوشمند در وقت تلفظ باين حرف شريف هويت حق سبحانه وتعالى ملحوظ وى باشد ودر خروج ودخول نفس واقف بودكه در نسبت حضور مع الله فتورى واقع نشود] ويقال لهذا عند النقشبندية [هوش دردم]

هاغيب هويت آمداى حرف شناس انفاس ترابود بآن حرف اساس
باش آكه ازان حرف دراميدوهراس حرفى كفتم شكرف اكردارى باس

يقول الفقير ايقظه القدير رأيت فى بعض المبشرات حضرة شيخى وسندى قدس سره وهو يخاطبنى ويقول هل تعرف سر قولهم الله بالرفع دون الله بالنصب والجر فقلت لا فقال انه فى الاصل الله هو فبضم الشفتين فى اسم تحصل الاشارة الى نور الذات الاحدية فى الممكنات وسر الكمال السارى فى المظاهر ولا تحصل هذه الاشارة فى النصب والجر الحمد لله تعالى، وقال بعض العلماء تسبيح الحيوان والجماد محمول على ما كان بلسان الحال فان كل شىء يدل بوجوده واحواله على وجود صانع واجب الوجود متصف بصفات الكمال مقدس عن كل مالا يليق بشأنه.
وقال فى التأويلات اعلم ان التسبيح على ثلاثة اوجه تسبيح العقلاء وتسبيح الحيوانات وتسبيح الجمادات. فتسبيح العقلاء بالنطق والمعاملات. وتسبيح الحيوانات بلسان الحاجات وصورة الدلالات على صانعها. وتسبيح الجمادات بالخلق وهو عام فى جميعها فانها مظهر الآيات فاما تسبيح العقلاء فمخصوص بالملك والانسان فتسبيح الملك غذاؤه يعيش به ولو قطع عنه لهلك وليس موجبا لترقيه لانه مسبح بالطبع وتسبيح الانسان تنزيه الحق بالامر لا بالطبع فموجب لترقيه بان يفنى فيه اوصاف انسانيته ويبقيه بوصف سبوحيته فانه به ينطق عند فناء وجوده
{ كل قد علم صلاته وتسبيحه } يشير الى ان لكل شىء علما وشعورا مناسبا له على صلاته وهى القيام بالعبودية وعلى تسبيحه وهو ثناء الربوبية وذلك لان لكل شىء ملكوتا هو قائم به وقيام الملكوت بيده تعالى كما قال { فسبحان الذي بيده ملكوت كل شىء } وعالم الملكوت هو الحياة المحض والعلم كما قال { وان الدار الآخرة لهى الحيوان } والملكوت هو عالم الارواح فلكل شىء روح منه بحسب استعداده لقابلية الروح فخلق الانسان فى احسن تقويم لقابلية الروح الاعظم فلهذا صار كاملهم افضل المخلوقات واكرمها فهو يعلم خصوصية صلاته وتسبيحه على قدر حظه من عالم الملكوت بل على قدر حظه من عالم الربوبية وهو متفرد به عما دونه والملك يعلم صلاته وتسبيحه على قدر حظه من عالم الملكوت والحيوانات والجمادات تعلم صلاتها وتسبيحها بملكوتها بلا شعور منها بالصورة { والله عليم بما يفعلون } اى بحقيقته بالكمال وهم يعلمون بحسب استعدادهم انتهى مافى التأويلات وهذا لا ينفى نطق الجمادات عند انطاق الله تعالى وكذا نطق الحيوانات العجم بطريق خرق العادة او بطريق لا يسمعه ولا يفهمه الا اهل الكشف والعيان كما سبق امثلته فى سورة الاسراء نسأل الله سبحانه وتعالى ان يجعلنا ممن لا يمضى نفسه الا بذكر شريف ولا يمر وقته الا بحال لطيف انه الفياض الوهاب الجواد.