التفاسير

< >
عرض

وَيَقُولُونَ آمَنَّا بِٱللَّهِ وَبِٱلرَّسُولِ وَأَطَعْنَا ثُمَّ يَتَوَلَّىٰ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ مِّن بَعْدِ ذٰلِكَ وَمَآ أُوْلَـٰئِكَ بِٱلْمُؤْمِنِينَ
٤٧
-النور

روح البيان في تفسير القرآن

{ ويقولون آمنا بالله وبالرسول } نزلت فى بشر المنافق خاصم يهوديا فى ارض فدعاه الى كعب بن الاشرف من احبار اليهود ودعاه اليهودى الى النبى عليه الصلاة والسلام فصيغه الجمع للايذان بان للقائل طائفة يساعدونه ويتابعونه فى تلك المقالة كما يقال بنوا فلان قتلوا فلانا والقاتل منهم واحد { واطعنا } اى اطعناهما فى الامر والنهى والاطاعة فعل يعمل بالامر لاغير لانها الانقياد وهو لا يتصور الابعد الامر بخلاف العبادة وغيرها { ثم يتولى } يعرض عن قبول حكمه، قال الامام الراغب تولى اذا عدى بنفسه اقتضى معنى الولاية وحصوله فى اقرب المواضع واذا عدى بعن لفظا او تقديرا اقتضى معنى الاعراض وترك القرب فان الولى القرب والتولى قد يكون بالجسم وقد يكون بترك الاصغاء والائتمار وثم يجوز ان يكون للتراخى الزمانى وان يكون لاستبعاد امر التولى عن قولهم آمنا واطعنا { فريق منهم } اى من القائلين، قال فى فى المفردات الفرق القطعة المنفصلة ومنه الفرقة للجماعة المنفردة من الناس والفريق الجماعة المنفردة عن آخرين { من بعد ذلك } القول المذكور { وما اولئك } اشارة الى القائلين فان نفى الايمان عنهم مقتض لنفيه عن الفريق المتولى بخلاف العكس اى وما اولئك الذين يدعون الايمان والاطاعة ثم يتولى بعضهم الذين يشاركونهم فى الاعتقاد والعمل { بالمؤمنين } حقيقة كما يعرف عنه اللام اى ليسوا بالمؤمنين المعهودين بالاخلاص فى الايمان والثبات عليه.