التفاسير

< >
عرض

وَإَذَآ أُلْقُواْ مِنْهَا مَكَاناً ضَيِّقاً مُّقَرَّنِينَ دَعَوْاْ هُنَالِكَ ثُبُوراً
١٣
-الفرقان

روح البيان في تفسير القرآن

{ واذا القوا منها مكانا } اى فى مكان ومنها بيان تقدم فصار حالا منه والضمير عائد الى السعير { ضيقا } صفة لمكانا مفيدة لزيادة شدة حال الكرب مع الضيق كما ان الروح مع السعة وهو السر فى وصف الجنة بان عرضها السموات والارض، واعلم انه تضيق جهنم عليهم كما تضيق حديدة الرمح على الرمح او تكون لهم كحال الوتد فى الحائط فيضم العذاب وهو الضيق الشديد الى العذاب وذلك لتضيق قلوبهم فى الدنيا حتى لم تسع فيها الايمان { مقرنين } اى حال كونهم قد قرنت ايديهم الى اعناقهم مشدودة اليها بسلسلة او يقرنون مع شياطينهم سلسلة فى سلسلة: يعنى [هريك را بقرين او ازجن بسلسة آتشين بهم باز بسته] يقال قرنت البعير بالبعير جمعت بينهما وقرنته بالتشديد على التكثير { دعوا } [بخوانند برخود] { هنالك } اى فى ذلك المكان الهائل والحالة الفظيعة { ثبورا } هو الويل والهلاك [واين كلمه كسى كويدكه آرزومند هلاك باشد] اى يتمنون هلاكا وينادون فيقولون يا ثبوراه ياويلاه ياهلاكاه تعال فهذا اوانك وفى الحديث "اول من يكسى يوم القيامة ابليس حلة من النار بعضها على حاجبيه فيسحبها من خلفه وذريته خلفه وهو يقول واثبوراه وهم ينادون ياثبورهم حتى يقفوا على النار فينادى ياثبوراه وينادون ياثبورهم" فيقول الله تعالى او فيقال لهم على ألسنة الملائكة تنبيها على خلود عذابهم.