التفاسير

< >
عرض

ٱلْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ ٱلْحَقُّ لِلرَّحْمَـٰنِ وَكَانَ يَوْماً عَلَى ٱلْكَافِرِينَ عَسِيراً
٢٦
-الفرقان

روح البيان في تفسير القرآن

{ الملك يومئذ الحق للرحمن } الملك مبتدأ والحق صفته وللرحمن خبره ويومئذ ظرف لثبوت الخبر للمبتدأ. والمعنى ان السلطنة القاهرة والاستيلاء الكلى العام صورة ومعنى بحيث لازوال له اصلا ثابت للرحمن يومئذ وفائدة التقييد ان ثبوت الملك المذكور له تعالى خاصة يوم القيامة

جو مدعيان زبان دعوى از مالكيت در بسته باشند

واما ماعداه من ايام الدنيا فيكون غيره ايضا له تصرف صورى فى الجملة { وكان } ذلك اليوم { يوما على الكافرين عسيرا } اى عسيرا عليهم شديدا لهم: وبالفارسية [دشوار ازشدت اهوال] وهو نقيض اليسير واما على المؤمنين فيكون يسيرا بفضل الله تعالى وقد جاء فى الحديث "انه يهون يوم القيامة على المؤمن حتى يكون اخف عليه من صلاة مكتوبة صلاها فى الدينا" الحاصل ان الكافرين يرون ذلك اليوم عسيرا عظيما من دخول النار وحسرة فوات الجنان بعدما كانوا فى اليسير من نعيم الدنيا واهل الايمان والطلب والجد والاجتهاد يرون فيه اليسر من نعيم الجنان ولقاء الرحمن بعد ان كانوا فى الدنيا راضين بالعسر تاركين لليسر موقنين ان مع العسر يسرا، وخرج على سهل الصعلوكى من سجن حمام يهودى فى طمر اسود من دخانه فقال ألستم ترون الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر فقال سهل على البداهة اذا صرت الى عذاب الله كانت هذه جنتك واذا صرت الى نعيم الله كانت هذه سجنى فتعجبوا من كلامه، وقيل للشبلىرحمه الله فى الدنيا اشغال وفى الآخرة اهوال فمتى النجاة قال دع اشغالها تأمن من اهوالها فلله در قوم فرغوا عن طلب الدنيا وشهواتها ولم يغتروا بها ولم يلتفتوا اليها لانه قيل

اين جهان جيفه است ومردار ورخيص برجنين مردار جون باشم حريص

وقيل [نوشبته اند بر ايوان جنة المأوى كه هركه عشوه دنيا خريد واى بوى] بل وقلعوا من قلوبهم اصل حب ماسوى الله تعالى ونصبوا نفوسهم لمقاساة شدائد الجهاد الى ان يصلوا الى اليسر الذى هو المراد، وفى الآية اشارة الى ان اهل الانكار يلقون يوم القيامة عسرا لانهم وقعوا فى اعراض الاولياء فى الدنيا تنفيرا للناس عنهم وصرفا لوجوه العامة اليهم ارادة اليسر من المال والمعاش والاعانة ونحو ذلك فيجدون فى ذلك اليوم كل ملك لله فلا يملكون لانفسهم صرفا ولا نصرا فلابد من الاقرار وتجديد الايمان كما ورد "جددوا ايمانكم بقول لا اله الا الله" ، فان قلت يفهم منه ان الايمان يخلق، قلت معنى خلاقة الايمان ان لا يبقى للمؤمن شوق وانجذاب الى المؤمن به فتكرار الكلمة الطيبة يورث تجديد الميل والانجذاب والمحبة الالهية فعلى الطالب الصادق ان يكررها فى جميع الاحوال حتى لاينقطع عن الله الملك المتعال

جدايى مبادا مرا ازخدا دكر هرجه بيش آيدم شايدم

نسأل الله الوقوف عند الامر الى حلول الاجل وانتهاء العمر.