التفاسير

< >
عرض

وَيَوْمَ يَعَضُّ ٱلظَّالِمُ عَلَىٰ يَدَيْهِ يَقُولُ يٰلَيْتَنِي ٱتَّخَذْتُ مَعَ ٱلرَّسُولِ سَبِيلاً
٢٧
-الفرقان

روح البيان في تفسير القرآن

{ ويوم يعض الظالم على يديه } يوم منصوب باذكر المقدر. والعض ازم بالاسنان: وبالفارسية [كزيدن بدندان] وعض اليدين عبارة عن الندم لما جرى به عادة الناس ان يفعلوه عند ذلك وكذا عض الانامل واكل البنان وحرق الاسنان ونحوها كنايات عن الغيظ والحسرة لانها من روادفها، قال فى الكواشى ويجوز ان تكون على زائدة فيكون المراد بالعض حقيقة العض والاكل كما روى انه يأكل يديه حتى يبلغ مرفقيه ثم تنبتان ثم يأكلهما هكذا كلما نبتتا اكلهما تحسرا وندامة على التفريط والتقصير. والمعنى على الاول بالفارسية [وياد كن روزى راكه ازفرط حسرت مى خايد ظالم بردستهاى خود يعنى بدندان مى كزد دسترا جنانجة متحيران ميكنند] والمراد بالظالم الجنس فيدخل فيه عقبة بن ابى معيط وذلك ان عقبة كان لا يقدم من سفر الا صنع طعاما وكان يدعو الى الطعام من اهل مكة من اراد وكان يكثر مجالسة النبى عليه السلام ويعجبه حديثه فقدم ذات يوم من سفره وصنع طعاما ودعا رسول الله الى طعامه، قال الكاشفى [وبسبب جوار سيد الابرار را طلبيده بود] فاتاه رسول الله فلما قدم الطعام اليه ابى ان يأكل فقال "ما انا بالذى آكل من طعامك حتى تشهد ان لا اله الا الله وانى رسول الله" وكان عندهم من العار ان يخرج من عندهم احد قبل ان يأكل شيئا فالح عليه بان يأكل فلم يأكل فشهد بذلك عقبة فاكل رسول الله من طعامه وكان ابىّ بن خلف الجمحى غائبا وكان خليل عقبة وصديقه فلما قدم اخبر بما جرى بين عقبة وبين رسول الله فاتاه فقال صبوت ياعقبة اى ملت عن دين آبائك الى دين حادث فقال لا والله ما صبوت ولكن دخل على رجل فابى ان يأكل من طعامى الا ان اشهد له فاستحييت ان يخرج من بيتى قبل ان يطعم فشهدت فطعم فقال ما انا بالذى ارضى منك ابدا حتى تأتيه فتبزق فى وجهه وتشتمه وتكذبه نعوذ بالله تعالى فاتاه فوجده ساجدا فى دار الندوة ففعل ذلك: يعنى [آب دهن حواله روى دلا راى رسول الله كرد] والعياذ بالله تعالى [در ترجمه اسباب نزول آورده كه آب دهن او شعله آتش جانسوز كشت وبران حضرت نرسيد وبروى باز كشت وهردوكرانه روى وى بسوخت تازنده بود آن داغها مى نمود]: وفى المثنوى

هركه بر شمع خدا آرد بفو شمع كى ميرد بسوزد بوز او
كى شود دريا زبو سنك نجس كى شود خورشيداز بف منطمس

"فقال رسول الله صلى الله عليه سلم لعقبة لا القاك خارجا من مكة الا علوت رأسك بالسيف فاسر يوم بدر فامر عليه السلام عليا رضى الله عنه او عاصم بن ثابت الانصارى رضى الله عنه فقتله" وطعن عليه السلام بيده الطاهرة الكاسرة ابيا اللعين يوم احد فى المبارزة فرجع الى مكة فمات فى الطريق بسرف بفتح السين المهملة وكسر الراء وهو مناسب لوصفه لانه مسرف وفى الحديث "شر الناس رجل قتل نبيا او قتله نبى" اما الاول فلان الانبياء لهم العلو التام فلا يقابلهم الا من هو فى انزال الدرجات ولذا يعادى السافل العالى واذا كملت المضادة وقع القتل لان الضد يطلب ازالة ضده. واما الثانى فلان الانبياء مجبولون على الشفقة على الخلق فلا يقدمون على قتل احد الا بعد اليأس من فلاحه والتيقن بان خيانته سبب لمزيد شقائه وتعدى ضرره فقتلهم من قلتوا من احكام الرحمة: وفى المثنوى

جونكه دندان تو كرمش درفتاد نيست دندان بركنش اى اوستاد
تاكه باقى تن نكردد زا ر ازو كرجه بود آن تو شو بيزار ازو

قال فى انسان العيون ولم يقتل عليه السلام بيده الشريفة قط احدا الا ابىّ بن خلف لا قبل ولا بعد { يقول } الخ حال من فاعل يعض { يا } هؤلاء { ليتنى } [كاشكى من] فالمنادى محذوف ويجوز ان يكون يا لمجرد التنبيه من غير قصد الى تعيين المنبه { اتخذت } فى الدنيا { مع الرسول } محمد صلى الله عليه وسلم { سبيلا } طريقا الى النجاة من هذه الورطات يعنى اتبعته وكنت معه على الاسلام.