التفاسير

< >
عرض

وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلرَّحِيمُ
١٠٤
-الشعراء

روح البيان في تفسير القرآن

{ وان ربك لهو العزيز } [اوست غلبه كننده برمشركان كه سطوت او مردود نكردد] { الرحيم } [وبخشاينده كه توبه بند كان ردنكند وبى احتجاج بديشان عذاب نفرستد] ويمهل كما امهل قريشا بحكم رحمة الواسعة لكى يؤمنوا هم او واحد من ذريتهم ولكنه لايهمل فانه لابد لكل عامل من المكافأة على عمله ان خيرا فخير وان شرا فشر هذا وقد جوز ان يعود ضمير اكثرهم الى قوم نبينا عليه اسلام فانهن الذين يتلى عليهم الآية ليعتبروا ويؤمنوا وقد بين فى المجلس السابق فارجع. وفى البحر النفس جبلت على الاخبارية بالسوء وهو الكفر ولئن آمنت وصارت مأمورة فهو خرق عادتها يدل على هذا قوله تعالى { ان النفس لامارة بالسوء الا مارحم ربى } يعنى برحمة الحق تعالى تصير مأمورة مؤمنة على خلاف طبعها ولهذا قال { وما كان اكثرهم مؤمنين } يعنى اصحاب النفوس { وان ربك لهو العزيز } ماهدى اكثر الخلق الى الايمان فضلا عن الحضرة { الرحيم } فلرحمته هدى الذى جاهدوا فيه الى سبيل الرشاد بل هدى الطالبين الصادقين الى حضرة جلاله انتهى. فالهداية وان كانت من العناية لكن لابد من التمسك بالاسباب الى ان تفتح الابواب وملامة النفس عند مخالفتها الاوامر والآداب مما ينفع فى هذا اليوم دون يوم القيامة ألا ترى ان الكفار لاموا انفسهم على ترك الايمان وتمنوا ان لو كان لهم رجوع الى الدنيا لقبلوا الايمان والتكليف فما نفعهم ذلك

امروز قدر بند عزيزان شناختيم يارب روان ناصح ماازتوشاد باد

عصمنا الله واياكم من سطوته وغشينا برحمته وجعلنا من اهل القبور فى الدنيا والآخرة انه الموفق لخير الامور الباطنة والظاهرة