التفاسير

< >
عرض

وَيَضِيقُ صَدْرِي وَلاَ يَنطَلِقُ لِسَانِي فَأَرْسِلْ إِلَىٰ هَارُونَ
١٣
-الشعراء

روح البيان في تفسير القرآن

{ ويضيق صدرى } [وتنك شود دل من ازانفعال تكذيب] وكان فى موسى حده وهو معطوف على اخاف وكذا قوله { ولا ينطلق لسانى } [ونكشايد زبان من وعقده كه دارد زياده كاردد] فان الانطلاق بالفارسية [كشاده شدن وبشدن] والمراد هنا هو الاول واللسان الجارحة وقوتها قال الله تعالى { واحلل عقدة من لسانى } يعنى من قوة لسانى فان العقدة لم تكن جارحة وانما كانت فى قوتها التى هى النطق بها كما فى المفردات { فارسل } جبريل عليه السلام { الى هرون } ليكون معينا لى فى التبليغ فانه افصح لسانا وهو اخوه الكبير: وبالفارسية [اورا شريك من كردان برسالت تا باعانت او نزد فرعونيان روم]. واعلم ان التكذيب سبب لضيق القلب وضيق القلب سبب لتعسر الكلام على من يكون فى لسانه حبسة لانه عند ضيق القلب ينقبض الروح والحرارة الغريزية الى باطن القلب واذا انقبضا الى الداخل ازدادت الحبسة فى اللسان فلهذا بدأ عليه السلام بخوف التكذيب ثم ثنى بضيق الصدر ثم ثلث بعدم انطلاق اللسان وسأل تشريك اخيه هارون فانه لو لم يشرك به فى الامر لاختلفت المصلحة المطلوبة من بعثة موسى وسبب عقدة لسانه عليه السلام احتراقه من الجمرة عند امتحان فرعون كما قال العطار

همجو موسى اين زمان درطشت آتش مانده ايم طفل فرعونيم ما كان ودهان براخكرست

ولم تحترق اصابعه حين قبض على الجمرة لتكون فصاحته بعد رجوعه الى فرعون بالدعوة معجزة ولذا قال بعضهم من قال كان اثر ذلك الاحتراق على لسانه بعد الدعوة فقد اخطأ. قال بعض الكبار ينبغى للواعظ ان يراقب الله فى وعظه ويجتنب عن تكلم ما يشين بجمال الانبياء ويهتك حرماتهم ويطلق ألسنة العامة فى حقهم ويسيىء الظن بهم والا مقته الله وملائكته.