التفاسير

< >
عرض

وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلرَّحِيمُ
١٥٩
-الشعراء

روح البيان في تفسير القرآن

{ وان ربك لهو العزيز } الغالب على مااراد من الانتقام من قوم ثمود بسبب تكذيبهم فاستأصلهم فليحذر المخالفون لامره حتى لايقعوا فيما وقع فيه الامم السالفة المكذبة { الرحيم } [مهربان كه بى استحقاق عذاب نكند] وكانت الناقة علامة لنبوة صالح عليه السلام فلما اهلكوها ولم يعظموها صاروا نادمين حين لم ينفعهم الندم. والقرآن علامة لنبوة نبينا عليه السلام فمن رفضه ولم يعمل بما فيه ولم يعظمه يصير نادما غدا ويصيبه العذاب ومن جملة مافيه الامر بالاعتبار فعليك بالامتثال ما ساعدت العقول والابصار واياك ومجرد القال فالفعل شاهد على حقيقة الحال: وفى المثنوى

حفظ لفظ اندر كواه قولى است حفظ عهد اندر كواه فعلى است
كر كواه قول كز كويد ردست وركواه فعل كر يويد بدست
قول وفعل بى تناقض بايدت تاقبول اندر زمان بيش آيدت
جون ترازوى تو كر بود ودغا راست جون جويى ترازوى جزا
جونكه باى جب بدى درغدروكاست نامه جون آيدترا دردست راست
جون جزا سايه است اى قدتوخم سايه تو كزفتد دربيش هم
كافرانرا بيم كرد ايزد زنار كافران كفتند نار اولى زعار
لاجرم افتند در نار ابد الامان يارب از كردار بد

فلا تكن من اهل العار حتى لاتكون من اهل النار ومن له آذان سامعة وقلوب واعية يصيخ الى آيات الله الداعية فيخاف من الله القهار ويصير مراقبا آناء الليل واطراف النهار ويكثر ذكر الله فى السر والجهار ـ حكى ـ ان الشبلى قدس سره رأى فى سياحته فتى يكثر ذكر الله ويقول الله فقال الشبلى لاينفعك قولك الله بدون العمل لان اليهود والنصارى معك سواء لقوله تعالى { ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله } فقال الفتى الله عشر مرات حتى خر مغشيا عليه فمات على تلك الحالة فجاء الشبلى فرأى صدره قد انشق فاذا على كبده مكتوب الله فنادى مناد وقال ياشبلى هذا من المحبين وهم قليل والله تعالى خلق قلوب العارفين وزينها بالمعرفة واليقين وادخلهم من طريق الذكر الحقانى فى نعيم روحانى كما اوقع للغافلين من طريق النيسان والاصرار فى عذاب روحانى وجسمانى فالاول من آثار رحمته والثانى من علامات عزته فلا يهتدى اليه الا المستأهلون لقربته ووصلته ولا يتأخر فى الطريق الا المستعدون لقهره ونقمته فنسأله وهو الكريم الرحيم ان يحفظنا من عذاب يوم عظيم يوم لاينفع مال ولابنون الا من اتى الله بقلب سليم