التفاسير

< >
عرض

عَلَىٰ قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ ٱلْمُنْذِرِينَ
١٩٤
-الشعراء

روح البيان في تفسير القرآن

{ على قلبك } اى تلاه عليك يامحمد حتى وعيته بقلبك فخص القلب بالذكر لانه محل الوعى والتثبيت ومعدن الوحى والالهام وليس شىء فى وجود الانسان يليق بالخطاب والفيض غيره وهو عليه السلام مختص بهذه الرتبة العلية والكرامة السنية من بين سائر الانبياء فان كتبهم منزلة فى الالواح والصحائف جملة واحدة على صورتهم لا على قلوبهم كما فى التأويلات النجمية. قال فى كشف الاسرار الوحى اذا نزل بالمصطفى عليه السلام نزل بقلبه اولا لشدة تعطشه الى الوحى ولاستغراقه به ثم انصرف من قلبه الى فهمه وسمعه وهذا تنزل من العلو الى السفل وهو رتبة الخواص فاما العوام فانهم يسمعون اولا فيتنزل الوحى على سمعهم اولا ثم على فهمهم ثم على قلبهم وهذا ترق من السفل الى العلو وهو شان المريدين واهل السلوك فشتات مابينهما [جبرائيل جو بيغام كزاردى كاه كاه بصورت ملك بودى وكاه كاه بصورت بشرا كروحى وبيغام بيان احكام شرع بودى وذكر حلال وحرام بودى بصورت بشر آمدى كه { هو الذى انزل عليك الكتاب } وذكر قلب درميان نبودى باز جون وحى باك حديث عشق ومحبت بودى واسرار ورموز عارفان جبريل بصورت ملك آمدى روحانى ولطيف تايدل رسول بيوستى واطلاع اغيار بر آن نبودى حق تعالى جنين فرمود] { نزل به الروح الامين على قلبك } ثم اذا انقطع ذاك كان يقول فينفصم عنى وقد وعيته. وفى الفتاوى الزينية سئل عن السيد جبريل كم نزل على النبى عليه السلام اجاب نزل عليه اربعة وعشرين الف مرة على المشهور انتهى. وفى مشكاة الانوار نزل عليه سبعة وعشرين الف مرة وعلى سائر الانبياء لم ينزل اكثر من ثلاثة آلاف مرة { لتكون من المنذرين } المخوفين مما يؤدى الىعذاب من فعل او ترك وهو متعلق بنزل به مبين لحكمة الانزال والمصلحة منه وهذا من جنس مايذكر فيه احد طرفى الشىء ويحذف الطرف الآخر لدلالة المذكور على المحذوف وذلك انه انزله ليكون من المبشرين والمنذرين. يقول الفقير الانذار اصل وقدم لانه من باب التخلية بالخاء المعجمة فاكتفى بذكره فى بعض المواضع من القرآن