التفاسير

< >
عرض

إِنَّهُ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْعَلِيمُ
٢٢٠
-الشعراء

روح البيان في تفسير القرآن

{ انه هو السميع } لما تقوله ولدعوات عباده ومناجاة الاسرار { العليم } بما تنويه و بوجود مصالحهم وارادات الضمائر. وقال بعضهم { تقبلك فى الساجدين } اى تصرفك فيما بين المصلين بالقيام والركوع والسجود والقعود اذا اممتهم فقوله فى الساجدين معناه مع المصلين فى الجماعة فكأن اصل المعنى يراك حين تقوم وحدك للصلاة ويراك اذا صليت مع المصلين جماعة.
وفى التأويلات النجمية
{ الذى يراك حين تقوم } اى يرى قصدك ونيتك وعزيمتك عند قيامك للامور كلها وقد اقتطعه بهذه الآية عن شهود الخلق فان من علم انه بمشهد الحق راعى دقائق حالاته وخفايا احواله مع الحق وبقوله { وتقلبك فى الساجدين } هون عليه معاناة مشاق العبادات لاخباره برؤيته له ولا مشقة لمن يعلم انه بمرأى من مولاه ومحبوبه وان حمل الجبال الرواسى يهون لمن حملها على شعرة من جفن عينه على مشاهدة ربه. ويقال كنت بمرأى منا حين تقلبك فى عالم الارواح فى الساجدين بان خلقنا روح كل ساجد من روحك انه هو السميع فى الازل مقالتك انا سيد ولد آدم ولافخر لان ارواحهم خلقت من روحك العليم باستحقاقك لهذه الكرامة انتهى. وعن ابن عباس رضى الله عنهما فى قوله { وتقبلك فى الساجدين } من نبى الى نبى حتى اخرجك نبيا اى فمعنى فى الساجدين فى اصلاب الانبياء والمرسلين من آدم الى نوح والى ابراهيم والى من بعده الى ان ولدته امه وهذا لاينافى وقوع من ليس نبيا فى آبائه فالمراد وقوع الانبياء فى نسبه. واستدل الرافضة على ان آباء النبى عليه السلام كانوا مؤمنين اى لان الساجد لايكون الا مؤمنا فقد عبر عن الايمان بالسجود وهو استدلال ظاهرى وقوله عليه السلام "لم ازل انقل من اصلاب الطاهرين الى ارحام الطاهرات" لايدل علىالايمان بل على صحة انكحة الجاهلية كما قال عليه السلام فى حديث آخر "حتى اخرجنى من بين ابوى لم يلتقيا على سفاح قط" وقد سبق نبذ من الكلام مما يتعلق بالمرام فى اواخر سورة ابراهيم وحق المسلم ان يمسك لسانه عما يخل بشرف نسب نبينا عليه السلام ويصونه عما يتبادر منه النقصان خصوصا الى وهم العامة. فان قلت كيف نعتقد فى حق آباء النبى عليه السلام. قلت هذه المسألة ليست من الاعتقاديات فلاحظ للقلب منها واما حظ اللسان فقد ذكرنا وذكر الحافظ السيوطىرحمه الله ان الذى للخلص ان اجداده عليه السلام من آدم الى مرة بن كعب مصرح بايمانهم اى فى الاحاديث واقوال السلف وبقى بين مرة وعبدالمطلب اربعة اجداد ولم اظفر فيهم بنقل وعبد المطلب الاشبه انه لم تبلغه الدعوة لانه مات وسنه عليه السلام ثمان سنين والاشهر انه كان على ملة ابراهيم عليه السلام اى لم يعبد الاصنام كما سبق فى سورة براءة