التفاسير

< >
عرض

أَوَلَمْ يَرَوْاْ إِلَى ٱلأَرْضِ كَمْ أَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ
٧
-الشعراء

روح البيان في تفسير القرآن

{ أو لم يروا } الهمزة للانكار التوبيخى والواو للعطف على مقدر يقتضيه المقام اى افعل المكذبون من قريش ما فعلوا من الاعراض عن الآيات والتكذيب والاستهزاء بها ولم ينظروا { الى الارض } اى الى عجائبها الزاجرة عما فعلوا الداعية الى الاقبال الى اعرضوا { كم انبتنا فيها } [جند برويانيديم در زمين بعد از مردكى وافسردكى] { من كل زوج كريم } [ازهر صنفى كياه نيكو وبسنديده جون رياحين وكل نسرين وبنفشه وياسمين وشكوفهاى رنكا رنك وبركهاى كونا كون] وسائر نباتات نافعة مما يأكل الناس والانعام. وقال اهل التفسير كم خبرية منصوبة بما بعده على المفعولية والجمع بينها وبين كل لان كل للاحاطة بجميع ازواج النبات وكم لكثرة المحاط به من الازواج من كل زوج اى صنف تمييز والكريم من كل شىء مرضيه ومحموده يقال وجه كريم اى مرضى فى حسنه وجماله كتاب كريم مرضى فى معانيه وفوائده وفارس كريم مرضى فى شجاعته وبأسه. والمعنى كثير من كل صنف مرضى كثير المنافع انبتنا فيها وتخصيص النبات النافع بالذكر دون ماعداه من اصناف الضار وان كان كل نبت متضمنا لفائدة وحكمه لاختصاصه بالدلالة على القدرة والنعمة معا. واعلم انه سبحانه كما انبت من ارض الظاهر كل صنف ونوع من النبات الحسن الكريم كذلك انبت فى ارض قلوب العارفين كل نبت من الايمان والتوكل واليقين والاخلاص والاخلاق الكريمة كما قال عليه السلام "لا اله الا الله ينبت الايمان كما ينبت البقل" قال ابو بكر بن طاهر اكرم زوج من نبات الارض آدم وحواء فانهما كانا سببا فى اظهار الرسل والانبياء والاولياء والعارفين. قال الشعبى الناس من نبات الارض فمن دخل الجنة فهو كريم ومن دخل النار فهو لئيم.