التفاسير

< >
عرض

وَٱجْعَلْنِي مِن وَرَثَةِ جَنَّةِ ٱلنَّعِيمِ
٨٥
-الشعراء

روح البيان في تفسير القرآن

{ واجعلنى } فى الآخرة وارثا { من ورثة جنة النعيم } شبه الجنة التى استحقها العامل بعد فناء عمله بالميراث الذى استحقه الوارث بعد فناء مورثه فاطلق عليها اسم الميراث. وعلى استحقاقها اسم الوراثة وعلى العامل اسم الوارث. فالمعنى واجعلنى من المستحقين لجنة النعيم والمتمتعين بها كما يستحق الوارث مال مورثه ويتمتع به. ومنعنى جنة النعيم [بستان برنعمت]. وفيه اشارة الى ان طلب الجنة لا ينافى طلب الحق وترك الطلب مكابرة للربوبية. قال بعض الكبار ان الله تعالى هو المحبوب لذاته لا لعطائه وعطاؤه محبوب لكونه محبوبا لا لنفسه ونحبه ونحب عطاءه لحبه ولنا حبان حبه وحب عطائه وهما لذاته فقط لا لغيره اصلا ونحب بحب ذاته وحب صفاته لكن انما نحب بهذين الحبين كما ذكر لحب ذاته فقط لا لغيره فيكون الحب فى اصله واحدا وفى فرعه متعددا على ماهو مقتضى الجمع والوحدة وموجب الفرق والكثرة فحبنا له انما هو فى مقام جمع الجمع لانه مقام الاعتدال لافى مرتبة الجمع او الفرق فقط