التفاسير

< >
عرض

إِلاَّ مَنْ أَتَى ٱللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ
٨٩
-الشعراء

روح البيان في تفسير القرآن

{ الا من اتى الله بقلب سليم } بدل من مفعوله المحذوف اى الا مخلصا سليم القلب من مرض الكفر والنفاق ضرورة اشتراط نفع كل منهما بالايمان. قال فى كشف الاسرار بنفس سليمة من الكفر المعاصى وانما اضافه الى القلب لان الجوارح تابعة للقلب فتسلم بسلامته وتفسد بفساده وفى الخبر "ان فى جسد ابن آدم لمضغة اذا صلحت صلح لها سائر الجسد واذا فسدت فسد لها سائر الجسد ألا وهى القلب" قال الليث كان الكفار يقولون نحن اكثر اموالا واولادا فاخبر الله انه لاينفعهم ذلك اليوم المال والبنون لعدم سلامة قلوبهم فى الدنيا واما المسلمون فينفعهم خيراتهم وينفعهم البنون ايضا لان المسلم اذا مات ابنه قبله يكون له ذخرا واجرا وان تخلف بعده فانه يذكره بصالح دعائه ويتوقع منه الشفاعة من حيث صلاحه. وسئل ابو القاسم الحكيم عن القلب السليم فقال له ثلاث علامات. اولاها ان لايؤذى احدا. والثانية ان لايتأذى من احد. والثالثة اذا اصطنع مع احد معروفا لم يتوقع منه المكافأة فاذا هو لم يؤذ احدا فقد جاء بالورع واذا لم يتأذ من احد فقد جاء بالوفاء واذا لم يتوقع المكافأة بالاصطناع فقد جاء بالاخلاص. قال الكاشفى [كفته اند سلامت قلب اخلاص است درشهادت أن لا اله الا الله محمد رسول الله قولى آنست كه دل سليم ازحب دنيا وكويند ازحسد وخيانت. ودرتيسير كويد از بغض اهل بيت وازواج واصحاب حضرت بيغمبر عليه السلام. امام قشيرىرحمه الله فرموده كه قلب سليم آنست كه خالى باشد ازغير خداى ازطمع دنيا ورجاء عقبى ياخالى باشد از بدعت ومطمئن بسنت. وازسيد طائفة جنيد قدس سره منقولست كه سليم ماركزيده بود وماركزيده بيوسته در قلق واضطرابست بس بيان ميكندكه دل سليم مدام درمقام جزع وتضرع وزارى ازخوف قطيعت ياازشوق وصلت]

زشوق وصل مى نالم وكردستم دهد روزى زبيم هجر ميكريم كه ناكه دركمين باشد
همام ازكريه خونين وسوزدل مكن جندين ندانستى كه حال عشقبازان اينجنين باشد

قال المولى الجامى

محنت قرب ز بعد افزونست جكر از محنت مرهم خونست
هست درقرب همه بيم زوال نيست در بعد جز اميد وصال

وفى البحر { يوم لاينفع مال ولابنون } للوصول الى الحضرة لقبول الفيض الالهى { الا من اتى الله } عند المراقبة { بقلب سليم } وهو قلب قد سلم من انحراف المزاج الاصلى الذى هو فطرة الله التى فطر الناس عليها فانه خلق مرآة قابلة لتجلى صفات جمال الله وجلاله كما كان لآدم عليه السلام اول فطرته فتجلى فيه قبل ان يصدأ بتعلقات الكونين اشار بقوله "الامن" الى التخلق بخلق الله والاتصاف بصفته اذ لم يكن القلب سليما بلاعيب الا اذا كان متصفا بطهارة قدس الحق عن النظر الى الخلق. قال ابن عطاء السليم الذى لايشوشه شىء من آفات الكون. وسئل بعضهم بم تنال سلامة الصدر قال بالوقوف على حد اليقين وترك الارادة فى التلوين والتمكين. قال ابو يزيدرحمه الله قطعت المفاوز حتى بلغت البوادى وقطعت البوادى حتى وصلت الى الملكوت وقطعت الملكوت حتى بلغت الى الملك بفتح وكسر اللام فقلت الجائزة قال قد وهبت لك جميع مارأيت قلت انك تعلم انى لم ار شيئا من ذلك قال فما تريد قلت اريد ان لااريد قال قد اعطيناك