التفاسير

< >
عرض

وَتَفَقَّدَ ٱلطَّيْرَ فَقَالَ مَالِيَ لاَ أَرَى ٱلْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ ٱلْغَآئِبِينَ
٢٠
-النمل

روح البيان في تفسير القرآن

{ وتفقد الطير }. قال فى القاموس تنفقده طلبه عن غيبة. وفى كشف الاسرار التفقد طلب المفقود انما قيل له التفقد لان طالب الشىء يدرك بعضه ويفقد بعضه. وفى المفردات التفقد التعهد لكن حقيقة التفقد تعرف فقدان الشىء والتعهد تعرف العهد المقدم. والطير اسم جامع للجنس كما فى الوسيط والمعنى وتعرف سليمان احوال الطير ولم ير الهدهد فيما بينها وكان رئيس الهداهد واسمه يعفور { فقال مالى } اى أى شىء حصل لى حال كونى { لاارى الهدهد } لساتر ستره او لشىء آخر ثم بداله ان كان غائبا فاضرب عنه فاخذ يقول { ام كان من الغائبين } بل أهو غائب فام منقطعة مقدرة ببل والهمزة: وبالفارسية [جيست مراكه درخيل طير نمى بينم هدهدرا ياجشم من بروى نمى افتد ياهست ازغائب شد كان زين جمع]. وفى الوسيط مالى لاارى الهدهد اى ما للهدهد لااراه تقول العرب مالى اراك كئيبا معناه مالك ولكنه من القلب الذى يوضحه المعنى.
وفى التأويلات النجمية يشير الى ان الواجب على الملوك التيقظ فى مملكتهم وحسن قيامهم وتكفلهم بامور رعاياهم وتفقد اصغر رعيتهم كما يتفقدون اكبرها بحيث لم يخف عليهم غيبة الا صاغر والا كابر منهم كما ان سليمان عليه السلام تفقد حال اصغر طير من الطيور ولم يخف عليه غيبته ساعة ثم غاية شفقته على الرعية احال النقص والتقصير الى نفسه فقال { مالى لاارى الهدهد } وماقال ما للهدهد لم اره لرعاية مصالح الرعية وتأديبهم قال { ام كان من الغائبين } يعنى من الذين غابوا عنى بلا اذنى. وفى حياة الحيوان الهدهد منتن الريح طبعا لانه يبنى افحوصه فى الزبل وهذا عام فى جنسه وان بخر المجنون بعرف الهدهد ابرأه ولحمه اذا بخر به معقود عن المرأة او مسحور ابرأه. وفى الفتاوى الزينية سئل عن اكل الهدهد أيجوز ام لا اجاب نعم يجوز انتهى. ثم هدده ان لم يكن عذر لغيبته